: كمال الدين أو قوام الدين أبو الفضائل أو أبو الفضل عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي المعالي الشيباني المعروف بابن الفوطي وبابن الصابوني.
ولد في المحرم سنة 642 ببغداد وتوفي في المحرم سنة 723 ببغداد عن إحدى وثمانين سنة والفوطي بضم الفاء وفتح الواو وطاء مهملة وياء النسبة منسوب إلى الفوط جمع فوطة نوع من الثياب وهي نسبة لجد أبيه لامه. وفي الدرر الكامنة: الفوطي جده لامه ذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ فقال: العالم البارع المتقن المحدث الحافظ المفيد مؤرخ الآفاق معجز أهل العراق ينتسب إلى معن بن زائدة واصله مروزي ولد ببغداد وأسر في الوقعة وهو حدث هي وقعة التتار ثم صار إلى أستاذه ومعلمه خواجة نصير الدين الطوسي سنة 660 فاخذ عنه علوم الأوائل ومهر على غيره في الأدب ومهر في التاريخ والشعر وأيام الناس وله النظم والنثر والباع الطويل في ترصيع تراجم الناس وله ذكاء مفرط وخط منسوب رشيق وفضائل كثيرة سمع الكثير وعني بهذا الشأن وكتب وجمع فلعل ان يكفر به عنه، كتب من التواريخ ما لا يوصف ومصنفاته وقر بعير. خزن كتب الرصد بضع عشرة سنة فظهر بكتب نفيسة وحصل من التواريخ ما لا مزيد عليه ثم سكن بعد مراغة بغداد وولي خزانة كتب المستنصرية فبقي عليها واليا إلى أن مات وليس في البلاد أكثر من هاتين الخزانتين وعمل تاريخا كبيرا لم يبيضه ثم عمل آخر دونه في خمسين مجلدا اسماه مجمع الآداب في معجم الأسماء على معجم الألقاب. يقول المؤلف وهذا الكتاب يوجد منه جزء واحد في المكتبة الظاهرية في عصرنا بدمشق بخط مؤلفه وفي الدرر الكامنة: كان يقول إنه من ذرية معن بن زائدة أسر في كائنة بغداد فاتصل بالنصير الطوسي فخدمه واشتغل عليه وسمع من محيي الدين بن الجوزي وباشر كتب خزانة الرصد بمراغة وهي على ما نقل أربعمائة ألف مصنف أو مجلد واطلع على نفائس الكتب فعمل تاريخا حافلا جدا ثم اختصره في آخر سماه مجمع الآداب ومعجم الأسماء على الألقاب في خمسين مجلدا له درر الأصداف في بحور الأوصاف وله الدرر الناصعة في شعراء المائة السابعة وولى خزن كتب المستنصرية إلى أن مات وعني بالحديث وقرأ بنفسه وكتب بخطه المليح كثيرا جدا وذكر انه سمع من محيي الدين بن الجوزي ومبارك بن المستعصم في آخرين قال إنهم يبلغون خمسمائة انسان كان له نظم حسن وخط بديع جدا قلت ملكت بخطه خريدة القصر للعماد الكاتب في أربع مجلدات في قطع الكبير وقدمتها لصاحب اليمن فأثابني عليها ثوابا جزيلا جدا وكان له نظر في علوم الأوائل وكان مع حسن خطه يكتب في اليوم أربع كراريس. وقال الصفدي اخبرني من رآه ينام ويضع ظهره إلى الأرض ويكتب ويداه إلى جهة السقف، وقال الذهبي كانت له يد بيضاء في النظم وترصيع التراجم وله ذهن سيال وقلم سريع وخط بديع وبصر بالمنطق والحكمة وكان روضة معارف وبحر اخبار وقد ذكر في بعض تواليفه انه طالع تواريخ الاسلام فسردها فمن المستغرب تاريخ خوارزم تاريخ أصبهان لحمزة ولابن مردويه ولابن منده تاريخ قزوين للرافعي تاريخ الري للآبي تاريخ مراغة تاريخ اران تاريخ البصرة لابن دهجان تاريخ الكوفة لابن مجالد تاريخ واسط للدبيثي تاريخ سامرا تاريخ تكريت تاريخ الموصل تاريخ ميافارقين تاريخ العميد ابن القلانسي تاريخ صقلية تاريخ اليمن.
وسرد شيئا كثيرا جدا، قال ابن رجب تكلم في عقيدته وفي عدالته وسمعت من شيوخنا ببغداد شيئا من ذلك روى عنه ولده ببغداد وسمع منه محمود بن خليفة اه.
وفي عمدة الطالب ذكر الشيخ الفاضل قوام الدين عبد الرزاق بن الفوطي المؤرخ البغدادي في كتابه تلخيص مجمع الألقاب الخ... اه.
وقال الشيخ محمد رضا الشبيبي: تعد غارة المغول على مراكز الحضارة الاسلامية ونشوء دولتهم الكبرى أشهر حوادث التاريخ في القرنين السابع والثامن أو الثالث عشر والرابع عشر ويعتبر ظهورهم ورسوخ اقدامهم في الشرق فترة من فترات الضعف في تاريخ آداب اللغة العربية ويشعر مؤرخو هذه الحقبة بقلة المستندات العربية التي يعول عليها في حل النواحي الغامضة من تاريخ العراق في أيام المغول خصوصا فيما يتعلق بسياستهم وطراز ادارتهم وآثارهم في هذه البلاد أو يميط اللثام عن القواعد التي قام عليها سلطانهم من مال ورجال وكفاءات علمية أو سياسية إلى هذا ونحوه من الشؤون التي لا تزال مثارا للجدل بين المؤرخين.
ولما كنت في الشام سنة 1338 ه 1920 م ظفرت خلال التنقيب عن المخطوطات العربية في دار الكتب الظاهرية بنسخة نادرة من الجزء الرابع من اجزاء المعجم الذي ألفه مؤرخ العراق ابن الفوطي في التراجم وسماه مجمع الآداب في معجم الأسماء والألقاب وكانت النسخة بخط مؤلفها المذكور مؤرخة سنة 712، وفي المكتبة العامة ببغداد الآن صورة شمسية للنسخة المشار إليها حصلت عليها وزارة المعارف سنة 1357 ه (1938 م) ولا شك في قيمة هذه التحفة الثمينة فيما نحن فيه لان أكثر مؤرخي ذلك العصر عولوا على النقل عمن سبقهم أو على الروايات. إما المؤرخون الذين كانوا شهود عيان للواقعة واطلعوا على حقائق ما جرى فيها أو بعدها فإنهم، ولا سيما العرب منهم قليلون جدا ومنهم مؤرخ العراق كمال الدين عبد الرزاق بن أحمد المعروف بابن الفوطي الشيباني البغدادي ولعله المؤرخ العربي الوحيد الذي طالت حياته وطارت شهرته في أيام