فلما تنازعنا المقال قضى لنا * عليهم بما نهوي نداء الصوامع وانا سكوت والشهيد بفضلنا * عليهم جهير الصوت في كل جامع فان رسول الله احمد جدنا * ونحن بنوه كالنجوم الطوالع وقوله:
سقيا لمنزلة وطيب * بين الخورنق والكثيب بمدافع الجرعات من * اكناف قصر أبي الخصيب دار تحيزها الملوك * فهتكت رأي اللبيب واها لأيام الشباب * بعدن من عهد قريب أيام غصن شبيبتي * ريان معتدل القضيب أيام كنت من الطروبة * للصبا ومن الطروب أيام كنت من الغواني * في السواد من القلوب لو يستطعن خبأنني * بين المخانق والجيوب أيام كنت وكن لا * متحرجين من الذنوب غرين يشتكيان ما * يجدان بالدمع السروب لم يعرفا نكدا سوى * صد الحبيب عن الحبيب وأورد له في معجم البلدان أيضا:
كم وقفة لك بالخور * نق ما توازى بالمواقف بين الغدير إلى السدير * إلى ديارات الأساقف فمدارج الرهبان في * اطمار خائفة وخائف دمن كان رياضها * يكسين اعلام المطارف وكأنما غدرانها * فيها عشور في مصاحف وكأنما أغصانها * تهتز بالريح العواصف طرر الوصائف يلتقين * بها إلى طرر الوصائف تلقى أواخرها أوائلها * بألوان الرفارف بحرية شتواتها * برية منها المصائف درية الصهباء كافورية * منها المشارف وقوله:
الأهل سبيل إلى نظرة * بكوفان يحيا بها الناظران يقلبها الصب دون السدير * وحيث أقام بها القائمان (1) وحيث أناف بأوراقه * محل الخورنق والماديان وهل أبكرن وكثبانها * تلوح كأودية الشاهجان وأنوارها مثل برد النبي * تردع بالمسك والزعفران وقوله:
يلقى السيوف بوجهه وبنحره * ويقيم هامته مقام المغفر ويقول للطرف اصطبر لشبا القنا * فهدمت ركن المجد ان لم تعقر نيطت أنامله بقائم مرهف * وبنشر فائدة وذروة منبر ما ذا يريد إذا الرماح شجرنه * درعا سوى سربال طيب العنصر وقوله:
يسترسل الضيف في أبياتنا أنسا * فليس يعلم خلق أينا الضيف والسيف ان قسته يوما بناشئنا * في الروع لم تدر عزما أينا السيف وأورد له المرتضى في الفصول المختارة من المجالس والعيون والمحاسن للمفيد في الفصل الثامن عشر قوله:
بين الوصي وبين المصطفى نسب * تختال فيه المعالي والمحاميد كانا كشمس نهار في البروج كما * أدارها ثم احكام وتجويد كلاهما انتقلا من طاهر علم * إلى مطهرة اباؤها صيد تفرقا عند عبد الله واقترنا * بعد النبوة توفيق وتسديد وذر ذو العرش ذروا طاب بينهما * فانبت نور له في الأرض تخليد نور تفرع عند البعث فانشعبت * منه شعوب لها في الدين تمهيد هم فتية كسيوف الهند طال بهم * على المطاول آباء مناجيد قوم لماء المعالي في وجوههم * عند التكرم تصويب وتصعيد يدعون احمد ان عد الفخار أبا * والعود ينبت في افنائه العود والمنعمون إذا ما لم يكن نعم * والذائدون إذا قل المذاويد أوفوا من المجد والعلياء في قلل * شم قواعدهن الفضل والجود ما سود الناس الا من تمكن في * احشائه لهم ود وتسويد سبط الأكف إذا سميت مخايلهم * أسد اللقاء إذا صد الصناديد يزهى المطاف إذا طافوا بكعبته * وتشرئب لهم منها القواعيد في كل يوم لهم باس يعاش به * وللمكارم في أفعالهم عيد محسدون ولم يعقد بحبهم * حبل المودة يضحي وهو محسود لا تنكر الدهر ان ألوى بحقهم * فالدهر مذ كان مذموم ومحمود وقوله:
لا تكتسي النور الرياض إذا * لم تروهن مخايل المطر والغيث لا يجدي إذا ذرفت * أفاق مدمعه على حجر وكذاك لو نيل الغني بيد * لم يجتذب بسواعد القدر الشيخ علي عز الدين ابن الشيخ محمد علي عز الدين.
توفي سنة 1304 قرأ على أبيه وكان ذكيا حاذقا نسابة عارفا بأسفار العرب حافظا للتواريخ الا أنه تعطل عن طلب العلم اسكناه صور وكان رجل من المسيحيين اسمه إبراهيم الصولي شاعرا أديبا أرسلته الدولة العثمانية إلى صور لمهمة ادارية فصادف وجود المترجم بالسرايا فاجتمع به فوجده على غاية من الأدب والمعرفة فصار كل يوم يتردد عليه الا يوم العاشر من المحرم فسال عنه فأجابوه ان هذا اليوم عزاء الحسين ع فأرسل له الصولي هذه الأبيات:
لا فارق الكرب المؤبد والبلا * من لا ينوح على الشهيد بكربلا ان لم تنح مني العيون ففي الحشا * حرق يفتت نوحهن الجندلا فعلى الشهيد واله آل الرضي * مني السلام متمما ومكملا فاجابه المترجم على البديهة:
قد جمعت فيك البلاغة والعلى * يا من به نور الفضائل قد علاء لا فض فوك ولا عدمتك منشئا * إذ قلت ما قد قلت في خير الملا فسكرت من طربي وقلت لصاحبي * ما الشعر الا هكذا أو لا فلا أنت المصلي في المكارم موقفا * ان لام ذو حسد دعوتك أولا قد صلت يا صولي على كل الملا * بفصاحة سمت السماك الا عزلا ما كان أقعدني بعيدا عنكم * مع قرب داري لا ملال ولا قلا ما عاقني عن أن أراكم والهوى * الا عزائي للشهيد بكربلا وقال والده الشيخ محمد علي يخاطبه حاثا له على طلب العلم: