يسابق الوبل فيه منكم كرم * ويقتضي الفضل فيه منكم شيم لا تعدمون به علما تقى أدبا * زعامة تزهر الدنيا بها لكم وقال بعض العامليين يرثيه:
أشفقت بعدك ان أقول فاصدقا * فأكون فيك الشاعر المتملقا ما ذا أقول؟؟ ورب دمعة قائل * سبقت مقالته فكانت انطقا ما ذا رأيت أبا محمد في الورى * الا النفاق مغربا ومشرقا كم معضل عالجت فيهم حله * فصدرت عنه كما تشاء موفقا وكشفت عن رأي لو أن عيونهم * بصرت لأشبعها بيانك رونقا يتخبطون، وخلق روعك للنهي * قلم تكم به الفم المتشدقا لا يبصر الموهوب روعة فنه * الا حيالك أو يخون المنطقا اني رأيت على جبينك آية * لبس الصباح بها جبينا مشرقا كم رضت في مرآة وجهك خاطري * ومشيت بين رياضة متانقا وجه ينير الحق من قسماته * في كل أفق كوكبا متالقا ولكم لبست على يديك غلالة * نبغ القريض بها فهز المشرقا عالجت فيك جماله وجلاله * وشممت منه على يديك الزنبقا اني لاذكر من قديمك روعة * وقف الجديد بها حيالك مطرقا أدب تواضع في النفوس جلاله * وطوى السماء إلى الخلود محلقا أدب كمرفض الندى روى به * فجر الصبا غصن الحياة فاورقا ما ذا يحدث عنك رائد أمة * نشد الفضيلة في سواك فاخفقا ومشى إلى الزهاد يطلب عفة * وقفت عليك فكان أبله أحمقا يا قاذف الدنيا بعين جال في * انسانها صفو الحياة مرنقا ومرددا في الناس طرفا كلما * مشت الحقيقة فيه عاد مؤرقا أ رأيت إذ صغروك كيف كبرتهم * ورأوا مقر علاك صعب المرتقى وتأثروك منافسين فعالجوا * دون الوصول إليك بابا مغلقا نافست خير بنيك فيك وربما * كنت الأشد محبة وتعلقا وولجت قلبك دونهم فوجدته * يهتز بالأخلاق روضا مونقا وطفقت أجني من شهي ثماره * زهر الحياة مكمما ومفتقا علمتني ان لا يهز مشاعري * من عالم الا النزاهة والتقى زين العشائر ما رأيت عشيرة * أحرى بصدق الرد منك وأخلقا لم يستبق قصب المكارم معشر * الا وكنتم قبل ذلك اسبقا ان الذي غرس الاخوة بيننا * تأبى ثمار يديه ان نتفرقا عظم المصاب فكان أجمع بيننا * ومن المصائب ما يكون مفرقا رزء لمسنا الخلد من آلامه * زلفى وألمسنا سناها الأبلقا الشيخ عبد الكريم مغنية ابن الشيخ محمود (1) ولد في النجف الأشرف في هجرة أبيه الأولى في سنة 1311 وتوفي سنة 1354 في جبل عامل بقرية معركة.
نشأ في جبل عامل ولما هاجر أبوه الهجرة الثانية إلى النجف الأشرف كان معه وكان يومئذ في عنفوان شبابه فاشتغل في طلب العلم مدة مقام أبيه حتى فرع من النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان وسطوح الفقه والأصول ولما رجع أبوه إلى جبل عامل رجع معه ثم عاد إلى النجف الأشرف ولما رجع إلى جبل عامل سنة 1348 كان مقره في قرية معركة.
مؤلفاته كلها مخطوطة وهي: 1 كتاب القضاء، وهو كتاب ضخم حسن الترتيب والتبويب واضح التعبير لا غموض فيه ولا تعقيد، ذكر فيه المسائل المتعلقة بهذا الباب، وأكثر القواعد العامة يشرح معناها ومدركها وما يتفرع عنها من الجزئيات ومما ذكره في قاعدة المغرور برجع على من غره:
وقد يكون التغرير في مدح من لا يستحق المدح، فيشاركه في الاثم لو ترتب عليه ذلك كما هي الحال في كثير من الأساتذة من إفراطهم في الثناء على تلامذتهم، ليبقوا ملازمين لهم ويكتسبوا منهم ظهورا وتجليا، فان ذلك كثيرا ما يتولد منه تغرير التلميذ المسكين، فيبني على نفسه، ويرتب آثار الاجتهاد المطلق، فيحكم بالاعراض والأموال والأنفس من دون ان يهتدي في ذلك إلى سبيل، فيهلك ويهلك من حيث غيره أستاذه الغرور، ولو ساعدت القواعد لكان اللازم الرجوع عليه بأشق الأحوال، ولكن يكفيه انه يبوء معه بالاثم، وان ربك لبالمرصاد. 2 رسالة في الإرث، وهي شرح لمنظومة الأعسم 3 كتاب أصول الفقه اللفظية والعملية 4 رسالة في الطهارة 5 رسالة في العدالة ذكر فيها معنى العدالة وطرق اثباتها، ومن يشترط فيه العدالة.
وقال في آخرها ما معناه: ليس في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ما يدل صراحة على عدم الاخذ بقول الفاسق في جميع الحالات، بل لا باس بالاعتماد على قوله إذا كان هناك قرائن ترشد إلى صدقه، والمعروف من سيرة العقلاء انهم يعملون بأقوال الفاسق إذا كان احتمال الكذب في حقه ضعيفا.
مراثيه مما رثي به من قصيدة للشيخ محمد تقي صادق:
لئن لم يكن للحمد معنى يفوته * فقد ما أبوه كان قطب رحى الحمد يمائله خلقا وفضلا ورقة * وفي الفراع ما في الأصل بالعكس والطرد فروع زكت أصلا فطابت ثمارها * وهذا الرحيق العذب من ذلك الشهد ومن قصيدة الشيخ حسن صادق:
خلت مرابع علم فيك آهلة * فليس من منتدى فيها ولا ثمر قد كنت مطلع شمس في مشارقها * وفي المغرب منها مطلع القمر ومن قصيدة الشيخ عبد الله محمد علي نعمة:
وعشت فيها طهور الذيل ذا شرف * مثل الكواكب لم يلحقه نقصان ومت والكتب والأقلام نائحة * وللمحابر دمع فيك هتان ومن قصيدة الشيخ خليل ياسين:
لك سطر التاريخ غر مناقب * قرآنها يتلى بكل مكان لله تغضب ان غضبت وان يكن * فعل الرضي فبشاشة الايمان ومن قصيدة السيد امين أحمد:
ومحافل الشرع التي عقدت على * كسب التقى والعلم والتحصيل كانت لعمري فيك خير معاهد * وأجل منزول لخير نزيل