الرعية وهذه المقالة نقلها العلامة في النهاية الأصولية عن بعض الحشوية واقتفى اثرهم طائفة من الاخباريين من المتأخرين أولهم فيما اعلم صاحب الفوائد المدنية وهي مما يقطع بفساده بأدنى نظر كما أوضحته في مقدمة شرح المفاتيح وغيرها، له مصنفات كثيرة منها كتاب جواهر البحرين في احكام الثقلين وهو كتاب جامع رأيت منه مجلدا واحدا في الطهارة وعليه اجازة بخطه للشيخ محمد بن عبد المطلب البحراني وكتاب منية الممارسين في جوابات مسائل الشيخ ياسين وقد اثنى عليهما كثيرا وكان مقيما بالبحرين فلما كثرت الفتن هناك انتقل إلى بلاد العجم وتنقل فيها إلى أن سكن أخيرا بهبهان وتلقاه أهلها بالقبول ونفذت فيها أوامره ونواهيه وسلمت إليه الأمور الحسبية وقام بها أحسن قيام ومن مصنفاته أيضا النفحة العنبرية في جوابات المسائل التسترية وهي مسائل سأله عنها المولى الصالح مقصور علي بن علي النجار وهذه الرسالة هي أول ما أتانا من مصنفاته فشوقني ذلك إلى الهجرة إليه إلى بهبهان فلم يأذن والدي بسبب اختلال الدروب وثوران الفتن والحروب وهي السنة التي استولى فيها الأوغام على عراق العجم وهي سنة 1135 وبلغنا نعيه بعد ذلك بأيام قليلة لما سافرت إلى بهبهان استكتبت عدة منها من تلامذته وأصحابه وعمدتهم السيد عبد الله البحراني وهو خليفته في صلاة الجمعة وغيرها وأكثرها رسائل صغيرة في مسائل يسيرة وكان والدي رحمه الله لما اطلع على مصنفاته كثيرا ما يصوب تحقيقاته ويرجح اختياراته وله رسائل متعددة في وجوب صلاة الجمعة والرد البليغ على من أنكره خصوصا الفاضل الهندي في شرح القواعد ورأيت جماعة من أصحابه الذين عاشروه ومارسوه سفرا وحضرا يصفونه بغاية الزهد والورع والفتوة والتواضع وسائر مكارم الأخلاق يروي عن جماعة كثيرة من فضلاء البحرين وغيرهم أعظمهم شانا الشيخ سليمان بن عبد الله.
وقد اثنى عليه في مصنفاته وإجازاته ثناء بليغا ووصفه بغاية الوصف والحفظ والذكاء وحسن التقرير وسمعت والدي رحمه الله يصفه بمثل ذلك أيضا في أيام حياته ويقول ليس في بلاد العرب والعجم أفضل منه وسئل يوما أيهما أفضل الشريف أبو الحسن العاملي أو الشيخ سليمان فقال: إما الشريف أبو الحسن فقد مارسته كثيرا في أصبهان وفي المشهد وفي بلادنا لما قدم إلينا وأقام عندنا مدة مديدة فرأيته في غاية الفضل والإحاطة وسعة النظر واما الشيخ سليمان فلم أره ولكن الذي بلغني عن حاله بالاستفاضة والتسامح انه أشد ذكاء وأدق نظرا وأكثر استحضارا لمدارك الاحكام الفقهية وأسرع جوابا في المعضلات مع غاية الرزانة والتحقيق ولما بلغه وفاته تألم كثيرا وقال: ثلم في الدين ثلمة لا يسدها شئ إلى يوم القيامة ومن الذين يروي عنهم السيد محمد المكي والشريف أبو الحسن العاملي والشيخ احمد الجزائري والشيخ محمد بن يوسف البحراني والشيخ علي بن جعفر بن علي بن سليمان البحراني والمولى محمد قاسم الأصبهاني الهزارجريبي والشيخ ناصر بن محمد الخطي واخوه الشيخ محمود والشيخ محمود بن عبد السلام البحراني والشيخ أحمد بن علي بن حسن الساري وقد مدحهم واثنى عليهم بالجميل ويروي عن جدي بواسطة الشريف اي الحسن العاملي والشيخ محمد بن يوسف المذكورين وله توسع كثير في الطرق وتفنن في الأسانيد يعرف ذلك من وقف على كتبه وإجازاته اه وله من المؤلفات 1 جواهر البحرين في احكام الثقلين 2 منية الممارسين في جوابات أسئلة ياسين 3 النفحة العنبرية في جوابات المسائل التسترية 4 الصحيفة العلوية عن أدعية مولانا أمير المؤمنين 5 مصائب الشهداء ومناقب السعداء 6 رياض الجنان 7 المتشحون باللؤلؤ والمرجان بمنزلة الكشكول 8 رسالة في أحقية الزوج بزوجته في الغسل والصلاة من أقاربها 9 رسالة اثبات التوحيد في ثلث وتر كذا 10 رسالة في مسالة تغسيل النبي بسبع قرب من بئر غرس 11 رسالة في صواب مسالتين إحداهما أفضلية الصلاة الراتبة ولو قضاء الثانية جواز التنقل ما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس 12 تحفة الرجال وزبدة المقال في علم الرجال منظومة 13 شرح أسانيد من لا يحضره الفقيه 14 رسالة في شرح المشكل من أصول الكافي في أسماء الله 15 منظومة اثنا عشرية لاثني عشرية البهائي في الصلاة 16 المسائل الحسينية 17 رسالة كتبها في خراسا في الرد على ملا سليمان ابن ملا خليل القزويني في تحقيق النفر والرهط الذين يجب عليهم صلاة الجمعة 18 كتاب من لا يحضره النبيه في شرح من لا يحضره الفقيه. وكان محدثا متتبعا خبيرا ماهرا صالحا شاعرا عابدا ورعا متشددا في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر شيخا كريما ملازما للتدريس والمطالعة والتصنيف ولما غلبت الخوارج على بلاد البحرين توطن في بهبهان وتوفي بها وكان اخباريا صرفا وذكر في مقدمة كتابه رياض الجنان قصيدة مدح فيها أهل الحديث وذم الاجتهاد مدح فيها الكليني والصدوق والحر العاملي والاسترابادي وملا محسن الكاشي عبد الله بن الطفيل العامري روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين ان عليا كان لا يعدل بربيعة أحدا من الناس فشق ذلك على مضر فطلب أبو الطفيل عامر بن واثلة ان يعفي أمير المؤمنين ع ربيعة من القتال أياما ويجعل لكل قبيلة من مضر يوما تقاتل فيه ليظهر بلاؤهم فأعطاه ذلك فحارب بكنانة فأعطاه يوم الخميس وحارب عمير بن عطارد ببني تميم يوم الجمعة وحارب قبيصة بن جابر ببني أسد يوم السبت وغدا يوم الأحد عبد الله بن الطفيل العامري وكان سيد بني عامر فغدا بجماعة هوازن وهو يقول:
قد ضاربت في حربها هوازن * أولاك قوم لهم محاسن حبي لهم حزم وجأشي ساكن * طعن مداريك وضرب واهن هذا و هذا كل يوم كائن * لم يخبروا عنا ولكن عاينوا واشتد القتال بينهم حتى الليل ثم انصرف عبد الله بن الطفيل فقال:
يا أمير المؤمنين لقيت والله بقومي اعدادهم من عدوهم فما ثنوا أعنتهم حتى طعنوا في عدوهم ثم رجعوا إلي فاستكرهوني على الرجوع إليهم واستكرهتهم على الانصراف إليك فأبوا ثم عادوا فاقتتلوا فاثنى عليهم علي خيرا وأظهر علي انه مصبح معاوية غدا وكان معاوية بن الضحاك بن سفيان صاحب راية بني سليم مع معاوية وكان مبغضا لمعاوية وكان يبعث الاخبار إلى عبد الله بن الطفيل العامري ويبعث بها إلى علي فبعث إلى عبد الله بن الطفيل: اني قائل شعرا أذعر به أهل الشام وأذعر به معاوية فقال ليلا ليسمع أصحابه من أبيات:
الا ليت هذا الليل أصبح سرمدا * علينا وانا لا نرى بعده غدا