علي بن طاهر بن زيد بن عبد الرحمن بن القاسم بن حسن بن زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب.
في معجم الشعراء للمرزباني أنه يقول:
هل كان يرتحل البراق أبوكم * أو كان جبريل عليه ينزل أم من يقول الله إذ يختاره * للوحي قم يا أيها المزمل يبدأ المؤذن في الآذان بذكره * من بعد ذكر الله ثم يهلل الشيخ علي بن ظاهر المطيري النسب الحلي المولد والمنشأ.
توفي في حدود سنة 1290 وهو منصرف من الحويزة إلى العراق.
كان أول امره شابا يبيع اللفت في الحلة ويختلف أحيانا إلى جامع يجتمع الأدباء فيه فيسمع منهم وكانت له بداهة وطبع ارهف حدهما بالسماع وتعاطى النظم فدرت قريحته واعجب الناس به ونفق على مدحت باشا والي بغداد فقدمه واختصه وانتفع به وكان يخرج إلى الحويزة، وكان رقيق الحال قاعد الجد سافر إلى طهران والى الأهواز وأقام مدة في كربلاء وفي النجف ومن شعره قوله:
سقى الفيحاء هطال سجوم * وخفق في خمائلها النسيم وباكرها ورف على رباها * نطاف الطل لا الدر النظيم ربوع لا عراها الجدب يوما * ولا عنها انثنى الغيث العميم تخللها الفرات فظل يفري * أديم الروض فاخضل الأديم وقد نعمت برياها النعامى * وأعطاها غضارته النعيم تظل على مناهلها العذارى * تحوم وحولها الأشواق حوم سوانح للورود وقد حمتها * عيون بالقلوب لها كلوم فواتر لا تطيش لها سهام * ويوشك ان تطيش بها الحلوم تناسينا معاهدها زمانا * وطفل الشوق رعراع فطيم فعاد القهقرى يمشي هواها * وجدد ذلك العهد القديم فاوقفن المطي بها سحيرا * وهن من السرى انضاء هيم ورجلن الحدوج على رباها * مهابة ان موقفنا كريم فعانقن الغصون ولا نفوس * وارسلن العيون ولا حسوم وبتنا والقلوب لها وجيب * وقد لاقي الحميم بها الحميم نسر كآبة ونبث أخرى * كما يشكو إلى الراقي السليم تشاكينا الهوى والكل مضنى * فكان لمثله يشكو السقيم وعالجنا بشرب الراح ساق * هضيم الكشح ساجي الطرف هيم أدار الكاس مترعة دهاقا * لها من طيب نفحته شميم سقاني أربعا وأدار أخرى * وبي من نشوة الأولى نميم فصكت جبهتي قدمي وخانت * يدي عزمي وقد ذل الشكيم فقلت ترفقي بي يا حميا * ومهلا في فؤادي يا حميم وله في إفرنجية اجتازت نهر دجلة على زورق وقيل إن الأبيات لمدحت باشا (1).
ورب خود من الإفرنج حاسرة * عن وجهها وعليها ثوب أنوار قضيت فيها الهوى شوقا فاوقفني * على شفا جرف هار من النار جاءتك في زورق بالماء تحسبه * عين المحب طفت في دمعها الجاري أو تلك شمس هلال الأفق يحملها * فيما يلي الأفق لا في دجلة ساري حتى إلى الجسر جاءت فانحنت حذرا * من أن يمر على اعطافها الذاري فيجرح الذر اعطافا منعمة * تكاد تجرح لو مرت بأفكار وله فيها وينسبان إلى الوزير المذكور ونرى أنهما له:
ان التي بالأمس كنت ارى لها * وجها كضوء البدر في إشراقه قد عاد زورقها ولم أرها به * فدعوت مجري الفلك في إغراقه وله يداعب شاعرا يعرف بابن نوح:
بحر اقتداري طمى في النظم فانبجست * عين النشائد منه كالحيا الهطل قل لابن نوح إذا ما رام منقصتي * في النثر والنظم فليأو إلى جبل وله:
ولولا جفون تنفث السحر ما صبا * أخو ورع يوما إلى الأعين الحو ورعت زمانا وارتميت بنظرة * فلا ورعي فيها أفاد ولا عفوي وله:
ولائم أسبه لأنه * لما عشقت لامني وألهجا وآخر قال عليك حرج * فهل درى على محب حرجا ورابع يروعني بحادث * سأقحم البيد واصدع الدجى واركب الحزم إذا الطرف ونى * واسبق السهم إذا الهم زجى وله:
ولا قلت فيه قاصر بل عهدته * بليغا بعد طبع لديه سليم ولكن كما قد قال بعض ذوي النهى * لعل له عذرا وأنت تلوم وله:
أخدود أم روضة غناء * وقوام أم صعدة سمراء أو باللحظ سحر بابل أم خمر * أديرت لكنها سوداء أفسدت عقل ذي النباهة * الا انها صبو أعين لا احتساء وله:
انا يوما الفي عزيزا ويوما * بين أهل الايمان الفي ذليلا ولا حرى بان أذل لاني * أبتغي غير أهل حق خليلا فسأرضى بالذل ان كفر الذل * ذنوبي ولم أكن مسؤولا كعقيل لما تجافى عليا * ثم مذ جاءه أهان عقيلا وله:
يجلو لك الراح معسول اللمى شنب * فبت به مستخفا حلمك الطرب ما بين قوم بدت في الليل أوجههم * مثل الشموس لهم من كأسهم شهب بيض الثياب وهم سود القلوب غدوا * حمر الوجوه من الراح التي شربوا مالت بأعينهم بالكاس نشوتها * حتى تلاقى نطاف الدمع والحبب مستحوذين على اللذات ما برحت * تدعوهم لهواها الخرد العرب وهم يجيبون داعي الحب لا عذل * يلهيهم عندهم أمر الهوى يجب تباشروا بائتلاف من قلوبهم * بحيث لم يبق قلب وهو مضطرب وله:
مجلس كل أهله أهل ود * ما بهم لائم على الأشواق زينتهم أخلاقهم ولنعم الزينة * اليوم زينة الأخلاق جعلوا فيه كلما نشتهي الأنفس * مما يروق في الآماق