فلكم عاكف على العود يشدو * باسمه والهوى وآخر ساقي عدلا بالهوى وما عدلا حين * رمينا بأسهم الأحداق والندامى على اختلاف الأماني * كل شخص لاه بما هو لاقي فجرى ما جرى من الوصل حتى * قيل لا هجر بعد يوم التلاقي فلبسنا من العفاف ثيابا * ومن الاعتناق كالأطواق وله قصيدة:
عاد بعد الصدود والهجران * فأعاد الكرى على اجفاني شادن لين المعاطف ألمى * حاز نومي بطرفه الوسنان كلما هز منه كالغصن قدا * هم قلبي عليه بالطيران مرسلا صدغه ينبئ عنه * انه في الجمال رب المعاني بفؤادي جهنم من هواه * وبخديه للورى جنتان حيه حين بشرت بلقاه * روح في قدس هيكل الإنسان قد وهبت البشر روحي واضحى * لي هو الروح والهوى جثماني وله يهني الشيخ محمد رضا ابن الشيخ جعفر الجناجي بقدومه من تستر سنة 1287.
منحتك رفقا إذ شكوت صدودا * فاتتك تسحب للوصال برودا وسقتك من لعس المراشف ريقها * فشفت هنالك قلبك المكمودا وبدت كقرن الشمس يرفل في الدجى * وعلى الدجى نثرت عقاصا سودا ولها كجيد الظبي جيد ان بدا * في الليل أبدى للصباح عمودا وحلفت بالسلسال وهو رضا بها * لا ابتغي بعد الرضاب ورودا أ مبشري بالرود بعد صدودها * عطفت فدع عنك الفتاة الرودا اني لذي شغل بذي الفضل الرضا * حيا فأحيا للرياض همودا بحر تدفق من جميع جهاته * علما وغيثا ظل يمطر جودا فالناس بين مقلد حكما له * ومقلد من راحتيه عقودا علي بن عاصم.
في رسالة أبي غالب الزراري انه خال أحمد بن محمد العاصمي.
قال: وكان علي بن عاصم شيخ الشيعة في وقته ومات في حبس المعتضد وكان حمل من الكوفة مع جماعة من أصحابه فحبس من بينهم في المطامير فمات على سبيل ماء وأطلق الباقون وكان يسعى به رجل يعرف بابن أبي الدواهي وله قصة طويلة وكان للحسن بن الجهم جدنا سليمان ومحمد والحسين أبناء الحسن ولا أدري أيهم أسن ولم يبق لمحمد ولحسين ولد.
وكانت أم الحسن بن الجهم ابنة عبيد بن زرارة ومن هذه الجهة نسبنا إلى زرارة ونحن من ولد بكير وكنا قبل ذلك نعرف بولد الجهم.
الميرزا علي رضا بن عبد الكريم الشيرازني.
له كتاب تاريخ الزيدية أولهم كريم خان واخرهم لطف علي خان مطبوع في ليدن.
أبو الحسن علي بن العباس بن إسماعيل النوبختي.
توفي سنة 329 بعد سن عالية والنوبختي نسبة إلى نوبخت ومر ضبطه في إبراهيم بن إسحاق ذكره ياقوت في معجم الأدباء فقال أحد مشائخ الكتاب وأهل الأدب المشاهير والمروءة روى من اخبار البحتري وابن الرومي قطعة حسنة وهو القائل لابن عمه أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي وقد شرب دواء:
يا محيي العارفات والكرم * وقاتل الحادثات والعدم كيف رأيت الدواء أعقبك الله * شفاء به من السقم لئن نخطت إليك نائبة * حطت بقلبي ثقلا من الألم شربت فيها الدواء مرتجيا * دفع اذى من عظامك العظم والدهر لا بد محدث طبعا * في صفحتي كل صارم خذم أبو الحسن علي بن العباس بن جورجس الرومي مولى عبيد الله بن عيسى بن جعفر بن المنصور وامه حسنة بنت عبد الله السجري.
ولد في رجب سنة 221 بالعتيقة من الجانب الغربي من مدينة السلام وتوفي في الجانب الشرقي في مشارع سوق العطش في جمادى الأولى سنة 283 ودفن في مقابر باب البستان وكان ملازما للحسن والقاسم ابني عبيد الله بن سليمان في وزارة أبيهما فيقال ان ابن فراس الكاتب احتال عليه بشئ أطعمه إياه بأمر القاسم بن عبيد الله وكان سبب موته لهجائه ابن فراس.
وهو أشعر أهل زمانه بعد البحتري وأكثرهم شعرا وأحسنهم أوصافا وأبلغهم هجاء وأوسعهم افتنانا في سائر أجناس الشعر وضروبه وقوافيه، يركب من ذلك ما هو صعب متناولة على غيره ويلزم نفسه ما لا يلزمه ويخلط كلامه بألفاظ منطقية يجعل لها المعاني ثم يفصلها بأحسن وصف وأعذب لفظ، وهو في الهجاء مقدم لا يلحق فيه أحد من أهل عصره غزارة قول وخبث منطق ولا اعلم أنه مدح أحدا من رئيس ومرؤوس الا وعاد عليه فهجاه ممن أحسن إليه أو قصر في ثوابه فلذلك قلت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سببا لوفاته، وكانت به علة سوداوية ربما تحركت عليه فغيرت منه. هذا ما قاله المرزباني في معجم الأدباء (1).
القرن الثالث:
عاش ابن الرومي في القرن الثالث الهجري وهو قرن امتلأ بأبحاث شتى سياسية، وحركات اجتماعية واخرى عقلية. قرن التقى فيه العلم بالفلسفة، والتحلل الخلقي بالتصوف، والتقى الأدب واللغة والفقه بمفهوماتها القديمة مع الهندسة والتنجيم والكيمياء والرياضة والمنطق بمفهوماتها الحديثة مع ثمرات النقل والترجمة. وفي هذا القرن تميز العصر العباسي بالتوسع في المصطلحات اللفظية والتوليد في المعاني نظرا لاختلاط العرب بغيرهم والميل إلى التحرر، كما تميز بالتجدد اللفظي بظهور النقد البياني الذي جعل أساس البلاغة في الألفاظ السهولة والحلاوة والجزالة، وكذلك تميز بالتفنن في المعاني الشعرية الخاصة بضروب التمثيل والتشبيه والاستعارة. في خضم هذا العصر الراقي عاش ابن الرومي معاصرا جمهرة طيبة من علماء الدين المعروفين والفلاسفة والأطباء المشهورين، والنحويين والأدباء والشعراء الكبار، والجغرافيين والمؤرخين الثقات. فمن بين علماء الدين نذكر: البخاري والطبري، وابن ماجة. ومن الفلاسفة: الكندي والفارابي. ومن الأطباء: يوحنا بن ماسويه، وابن سهل الرازي. ومن الأدباء: الجاحظ وابن عبد ربه، وابن قتيبة. ومن النحويين: الزجاج،