حتى متى لا تفكني الغصص * ولي بحبي للمصطفى حصص شاع غرامي بآله وفشا * فللورى في محبتي قصص وقوله:
يا آل بيت محمد أنتم لمن * والاكم بين الأنام ملاذ كم تسبغون على الموالي ظلكم * حتى تطوف بذيله الشذاذ صلى عليكم ربكم فصلاتنا * قصرت لطولكم فهن رذاذ (2) الشيخ عبد الرضا بن محمد بن عز الدين بن زين الدين العاملي الكفرحوني وجدنا بخطه كتاب ايضاح الاشتباه في أسماء الرواة تاليف العلامة الحلي فرع من نسخه سنة 970 كتبه للشيخ بهاء الدين محمد بن علي العودي العاملي. وهذه صورة ما وجد باخر النسخة: تم الكتاب بحمد الملك الوهاب على يد أفقر العباد وأحوجهم إلى غفران مولاه وسيده يوم المعاد تراب اقدام رجال الله جم الخطايا والزلل كثير الموبقات والخطل العبد الفقير الحقير الراجي عفو ربه اللطيف الخبير القليل عملا الكثير زللا كثير المعاصي والذنوب الراجي عفو علام الغيوب يوم لا ينفع مال ولا ولد الا من اتى الله بقلب سليم عبد الرضا بن محمد بن عز الدين بن زين الدين الكفرحوني عامله الله بلطفه الخفي وغفر له ولوالديه وللمؤمنين وكان الفراع من نسخه يوم الثلاثاء قبل الظهر من شهر جمادى الآخرة من شهور سنة 970 هجرية نبوية على مشرفها الصلاة والسلام برسم المولى الشيخ الامام العامل العالم وحيد دهره وفريد عصره الشيخ بهاء الملة والحق والدين العودي نفعنا الله ببركاته ونسأله الدعاء في خلواته وجلواته وصلى الله على أشرف المرسلين محمد وعترته الطاهرين اه وباخر النسخة أيضا ما صورته: انتهت المقابلة بنسخة يحيى ولد ولد المصنف وبخطه وعليها بلاغات بخط أبيه الشيخ فخر الدين رحمهم الله جميعا وكتب محمد بن علي العودي في سنة 970.
الشيخ عبد الرضا آل الشيخ راضي توفي ليلة السبت 20 جمادى الثانية سنة 1356 عن عمر لم يتجاوز الستين.
ولد في بيته العلمي الرفيع بالنجف، فتلقى معارفه في معاهدها فكان من علمائها وأعيانها، ولقد قاد المجاهدين في جبهة لواء المنتفك، وأبلى فيها أحسن بلاء أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري من مشايخ النجاشي ذكره في ترجمة عبد الله بن أحمد بن حرب بن مهزم بن خالد الفزر فقال أخبرنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين الأديب البصري عن محمد بن عمران الخ وذكره في ترجمة أحمد بن عبد الله بن أحمد بن جلين الوراق الدوري فقال دفع إلى شيخ الأدب أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري رحمه الله كتابا بخطه قد أجاز له فيه جميع روايته اه. وبذلك يعلم أنه من مشائخ الإجازة وانه من مشائخ النجاشي وان من مشائخه الدوري ومحمد بن عمران وذلك مما يشير إلى الاعتماد عليه.
ديك الجن أبو محمد عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام ابن حبيب بن عبد الله بن رغبان بن مزيد بن تميم الكلبي الحمصي ولد سنة 161 بسلمية وتوفي سنة 235 أو 236 وعمره أربع وسبعون سنة أو خمس وسبعون. ذكره ابن شهرآشوب في شعراء أهل البيت عليهم السلام، شاعر الدنيا وصاحب الشهرة بالأدب فاق شعراء عصره وطار ذكره وشعره في الأمصار حتى صاروا يبذلون الأموال للقطعة من شعره.
افتتن بشعره الناس في العراق وهو في الشام حتى أنه اعطى أبا تمام قطعة من شعره وقال له يا فتى اكتسب بهذا واستعن به على قولك فنفعه في العلم والمعاش، قال عبد الله بن محمد بن عبد الملك الزبيدي كنت جالسا عند ديك الجن فدخل عليه حدث فانشده شعرا عمله فاخرج ديك الجن من تحت مصلاه درجا كبيرا فيه كثير من شعره فسلمه إليه وقال يا فتى تكسب بهذا واستعن به على قولك فلما خرج سألته عنه فقال هذا فتى من أهل جاسم يذكر انه من طئ يكنى أبا تمام واسمه حبيب بن أوس وفيه أدب وذكاء وله قريحة وطبع الحديث قال ابن خلكان وهو من أهل سلمية ولم يفارق الشام مع أن خلفاء بني العباس في عصره ببغداد ولا رحل إلى العراق ولا إلى غيره منتجعا بشعره ولا متصديا لأحد وكان يتشيع تشيعا حسنا وله مراث في الحسين رضي الله عنه اه وفي الأغاني كان يذهب في شعره مذهب أبي تمام والشاميين وكان يتشيع وله مراث في الحسين عليه السلام ولم ينتجع بشعره خليفة ولا غيره ولا دخل العراق مع نفاق سوق الأدب فيه اه ومن شعره في الحسين ع قوله:
جاءوا برأسك يا ابن بنت محمد * مترملا بدمائه ترميلا وكأنما بك يا ابن بنت محمد * قتلوا جهارا عامدين رسولا قتلوك عطشانا ولما يرقبوا * في قتلك التنزيل والتأويلا ويكبرون بان قتلت وانما * قتلوا بك التكبير والتهليلا ويقال انه كان له غلام وجارية كان يحبهما حبا شديدا فرآهما على حال مكروهة فقتلهما وقال في الجارية:
يا طلعة طلع الحمام عليها * فجنى لها ثمر الردى بيديها رويت من دمها الثرى ولطالما * روى الهوى شفتي من شفتيها وقال في الغلام:
لقتلته وبه علي كرامة * فله الحشا وله الفؤاد باسره عهدي به ميتا كأحسن نائم * والحزن يسفح أدمعي في حجره وما يذكره بعض الناس من أنه احرقهما واخذ رماديهما وخلط بهما شيئا من التراب وصنع منهما كوزين أو برنيتين يشرب بهما الخمر وينشد لكل منهما ما تقدم الظاهر أنه مكذوب عليه فمثله فيما تقدم من عقله الوافر وسيرته الحسنة وتعففه عن قصد الملوك مع انتفاع الناس بشعره لا يمكن ان يصدر منه مثل هذا السخف (1).
على أن محمد الدش يسرد القصة كما يلي:
وتبدأ القصة حينما أحب جارية نصرانية من أهل حمص، اسمها