أجل لم يرع الإنكليز للمسلمين ذماما فسأموهم الخسف وذلك لكي يقطعوا دابرهم ويزيلوا حكمهم إلى الأبد... هكذا حسبوا، وكان لذلك ردة فعل، إذ ما لبث الجند المسلمون حتى ثاروا على الإنكليز ثورة عارمة كلفت الكثير من الأرواح والأموال، وتعرف هذه الثورة بثورة الجند أو ثورة 1857.
على أن ثورة 1857 لم تصب نجاحا وانما أدت فيما أدت إليه إلى تغيير كبير في السياسة الاستعمارية، إذ شدد الحكام الجدد من نكيرهم وصاروا يتبعون فلول الإمبراطورية المغولية ويقضون على كل أثر لها، بل وعلى كل قائد من قادتها له صوت مسموع في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية. من هنا عانى المسلمون أحلك أيامهم في الهند. وكان غالب حينئذ في الخمسين من عمره، وكان ذائع الصيت فحاربه الإنكليز حتى في رزقه، فقطعوا عنه معاشه التقاعدي وتسقطوا أخباره محاولين ما وسعهم الايقاع به واسكاته... ولكن هيهات فقد كان غالب من صفاء المعدن ونقاوة القلب ورباطة الجاش ما دفعه لان يخلص الاحساس ويحسن التعبير ويجيد البيان فيما نظم من أشعار وما ألف من نثر.
موهبته الشعرية تبدت على غالب بواكير مواهبه الشعرية وهو صبي لا يتجاوز العاشرة من العمر... فقد نظم وهو في تلك السن، أبياتا كثيرة من الغزل باللغتين الفارسية والأوردية، وكان يصطنع الجدة، وينزع إلى الابتكار فيما ينظم، فلا يتقيد بحرفية القواعد المتبعة في القريض... مما جعل شيوخ الأدب وغواة الشعر يستهجنون أسلوبه، بل ويسخرون به ويستهزئون ولكن كان مطمئنا من موهبته متيقنا من نفسه فلم يستكن وانما واصل السعي... فما بلغ الحادية والعشرين حتى جمع شعره في ديوان، وكان أكثره من الشعر الغزلي الوجداني... ذلك ان غالبا كان شاعرا وجدانيا رومانسيا من حيث الأساس ولو أنه كان ينزع أيضا إلى التصوف والى الواقعية بمعنى انه كان يأخذ الحياة على عواهنها. فلا يبرم بها ولا ييأس منها بل يحياها بكل ما فيها من أفراح وأتراح وملاذ وآلام... وله الكثير من الشعر في مديح أهل البيت ومراثيهم.
الغضائري.
هو الحسين بن عبيد الله أستاذ الشيخ الطوسي.
أبو تغلب ناصر الدولة الغضنفر بن الحسن بن عبد الله بن حمدان بن أخي سيف الدولة.
كان شاعرا أديبا ومن شعره قوله:
ترى الثياب من الكتان يلمحها * نور من البدر أحيانا قيبليها فكيف تنكر ان تبلى معاجرها * والبدر في كل وقت طالع فيها وله في قصر عباس بن عمرو الغنوي أبيات كتبها تحت أبيات لعمه سيف الدولة في قصة ذكرت في قصة قرواش بن المقلد وهي:
يا قصر ضعضعك ألزما * ن وحط من علياء فخرك ومحا محاسن أسطر * شرفت بهن متون جدرك واها لكاتبها الكر * يم و قدرها الموفي بقدرك وتحتها: وكتب الغضنفر بن الحسن بن عبد الله بن حمدان بخطه سنة 362.
المولى غلام الحسنين الباني بتي الهندي المعاصر. له تقديس القرآن مطبوع.
الحكيم الرياضي الرصدي المولوي أبو القاسم غلام حسين ابن المولى فتح محمد الكربلائي الجينوري.
له كتاب الرصد المعروف بالطغياني وهو أجمع كتاب في فنون الرياضيات بأسرها مع حسن الترتيب في غاية البسط والتنقيح، صنفه لراجه احتشام الملك صادر جنك بهادر خان، شرع فيه سنة 1248 وفرع منه بعد سنة كاملة فارسي طبع أوائل انتشار الطباعة في بلاد الهند ويقال له مفتاح الرصد أيضا، وله كتاب جامع بهادري.
السيد غلام حسين خان ابن السيد هداية علي خان نصير الدولة ابن عليم الله بن فيض الله الطباطبائي.
قال السيد شهاب الدين الحسيني فيما كتبه: هو المؤرخ الفاضل صاحب كتاب سيرة المتأخرين في تاريخ الهند ذكره صاحب مرآة الأحوال وأثنى عليه.
الحكيم السيد غلام حسنين الموسوي الكنتوري.
كان عالما فاضلا محققا بارعا في جملة من الفنون ضم إلى المعارف القديمة العلوم الجديدة وعني بالهيئة والطب والكيمياء والنجوم والتنويم المغناطيسي ونحو ذلك ولد في 17 ربيع الأول سنة 1247 في بلدة كنتور وهاجر إلى لكهنوء سنة 1254 عام جلوس السلطان محمد علي شاة. بعد الفراع من المبادئ العلمية حضر مع ابن عمه العلامة السيد حامد حسين بحث السيد حسين في كتابه مناهج التدقيق ثم طهارة الرياض للسيد الطباطبائي ولم يزل مستمرا في التحصيل حتى حصلت له شهادة الاجتهاد والاستنباط من السيد محمد وقد قرأ أيضا عند السيد احمد علي تقي قسطا وافرا من الفقه والكلام وكان صهرا للسيد سراج حسين بن المفتي السيد محمد قلي الكنتوري على ابنته وكان من بني أعمامه. له من المصنفات رسالة في مسالة عكس ترتيب الوضوء، شرح الاعجاز الخسروي ترجمة رسالتي الاكسير الأبيض والإكسير الأحمر للشيخ الرئيس، ترجمة كامل الصناعة لأبي العباسي المجوسي في الطب بالفارسية، شواهد أردو ملخص الفصول البقراطية وهي ترجمة تلخيص جالينوس بالفارسية، الحسينية القرآنية ذكر فيها الآيات الدالة على شهادة الحسين، الجناحية الحسينية في تاريخ فرس الحسين، الزينبية في دفع الشبهات عن قصة زواج النبي من زينب بنت جحش، ترجمة قانون الشيخ الرئيس، كتاب المائتين في مقتل الحسين في مجلدين، المفارقات الحسينية والعثمانية، كتاب في سوانح حياته، رسالة في شرح قوله تعالى أينما تولوا فثم وجه الله وتطبيقه على قوانين الهيئة كتبها بأمر سلطان العلماء السيد محمد فاستحسنها جدا، انتصار الاسلام في ثلاثة مجلدات وغير ذلك توفي سنة 1339 وله من العمر ما يقرب من تسعين سنة.
الشيخ غلام رضا بن محمد علي الاراني الكاشاني.
عالم فاضل قرأ على المحقق القمي والسيد محمد المجاهد والمولى النراقي.