صولتهم بظهور الأمير عبد الله بن علي العيوني الأحسائي آل إبراهيم من ربيعة جد الأمير علي بن مقرب الشاعر الأديب فبقي يغاديهم ويراوحهم بالحرب مدة سبع سنوات وهو في أربعمائة رجل وربما تزيد ميلا حتى ذهبت أيامهم وعفت رسومهم وأعوامهم وإلى ذلك يشير المترجم في بعض قصائده:
سل القرامط من شظى جماجمهم * طرا وغادرهم بعد العلا خدما من بعد أن جل بالبحرين شأنهم * وأرجفوا الشام بالغارات والحرما وما بنوا مسجدا لله نعلمه * بل كلما وجدوه قائما هدما وحرقوا عبد قيس في منازلها * وغادروا الغر من ساداتها حمما قال وكان المترجم أديبا فاضلا ذكيا أبيا شاعرا مصقعا من شعراء أهل البيت ومادحيهم المتجاهرين ذا النفس الأبية والأخلاق المرضية والشيم الرضية، وقد كشف جامع ديوانه وشارحه كثيرا من أحواله بتفصيله واجماله وهو مطبوع وإن كان الظاهر أنه من المخالفين له في المذهب والمشاركين له في الأدب ولهذا حذف من أشعاره المراثي والمدائح وجرد منها ما هو الأولى بالذكر والصالح ويحتمل التقية في حقه وقد وقعت له على مراث كثيرة في الحسين ع منها المرثية في نظم مقتل الحسين ع ومنها قصائد من جملتها القصيدة المشهورة التي أولها:
من أي خطب فادح نتألم * ولأي مرزية ننوح ونلطم يقول في آخرها:
قمنا بسنتكم وحطنا دينكم * بالسيف لا نألوا ولا نتبرم وعلى المنابر صرحت خطباؤنا * جهرا بكم وأنوف قوم ترغم لا تسلموني يوم لا متأخر * لي عن جزا عملي ولا متقدم وفي نظمه الحماسة والامثال الجيدة مع البلاغة المستحسنة، وقد أصابته من بني عمه نكبات أوجبت له تجشم الغربات وفي ديباجة شرح ديوانه شرح لما لقيه من زمانه وهو مبذول اه.
قال في اغترابه:
في كل أرض إذا يممتها وطن * ما بين حر وبين الدار من نسب إذا الديار تغشاك الهوان بها * فخلها لضعيف العزم واغترب وقال:
فان ساءتك أخلاق أهله * فدعه فما يغضي على الضيم ماجد فما هجر أم غذتك لبانها * ولا الخط أن فارقتها لك والد وقال:
خلياني من وطاء ووساد * لا أرى النوم على شوك القتاد واتركاني من أباطيل المنى * فهي بحر ليس يروى منه صادي انما تدرك غايات المنى * بمسير أو طعان أو جلاد ومن شعره ما عن مطلع البدور ومجمع البحور لصفي الدين أحمد بن صالح بن أبي الرجال:
يا واقفا بدمنة ومربع * أبك على آل النبي أودع يكفيك ما عاينت من مصابهم * من أن تبكي طللا بلعلع بحبهم قلت وتبكي غيرهم * انك فيما قلته لمدعي أ ما علمت أن إفراط الأسى * عليهم علامة التشيع أقوت مغانيهم فهن بالبكا * أحق من وادي الغضا والأجرع يا ليت شعري من أنوح منهم * ومن له ينهل فيض أدمعي أ للوصي حين في محرابه * عمم بالسيف ولما يركع أم للبتول فاطم إذ منعت * عن ارثها الحق بأمر مجمع أم للذي أودت به جعدتهم * يومئذ بكأس سم منقع وإن حزني لقتيل كربلاء * ليس على طول المدى بمقلع إذا ذكرت يومه تحدرت * مدامعي بأربع فأربع يا راكبا نحو العراق جرشعا * تنمى لعبدي النجار جرشع إذا بلغت نينوى فقف بها * وقوف محزون الفؤاد موجع والبس إذا بلغتها ثوب الأسى * وكل ثوب للعزاء المفجع فان فيها للهدى مصارعا * هائلة بمثلها لم يسمع واسفح بها دمعك لا متقيا * في غربة ونح دواما واجزع وكل دمع ضائع، سال على * غير غريب المصطفى المضيع لله يوم بالطفوف لم يدع * لمسلم في العمر من مستمتع يوم به اعتلت مصابيح الهدى * لعارض من الضلال مفزع يوم به لم يبق من دعامة * لشد ركن الدين لم تضعضع يوم به لم يبق قط مارن * ومعطس للحق لم يجدع يوم به لم تبق قط وصلة * حقا لآل المصطفى لم تقطع يوم به غودر سبط المصطفى * للمرهفات والرماح الشرع وحوله من صحبه كل فتى * حامي الذمار بطل سميدع لهفي لمولاي الشهيد ظاميا * يذاد عن ماء الفرات المترع لم يسمح القوم له بشربة * حتى قضى بغلة لم تنقع لهفي له ورأسه في ذابل * كالبدر يزهو في أتم مطلع لهفي لثغر السبط إذ يقرعه * من لعصاة مجده لم يقرع يا لهف نفسي لبنات احمد * بين عطاش في الفلا وجوع يسقن في ذل السبا حواسرا * إلى الشام فوق حسرى ظلع يقدمهن الرأس في قناته * هدية إلى الدعي ابن الدعي ينذبن يا جداه لو رأيتنا * نسلب كل معجر وبرقع يحدو بنا حاد عنيف سيره * لو قيل أربع ساعة لم يربع يا آل طه أنتم وسيلتي * إلى الاله واليكم مفزعي واليتكم كيما أكونه عندكم * تحت لواء الأمن يوم الفزع وإن منعتم من يوالي غيركم * أن يرد الحوض غدا لم أمنع إليكم نفثة مصدور أتت * من مصقع ندب وأي مصقع مقربي عربي طبعه * ونجره وليس بالمذرع ينمى إلى البيت العتيق بل إلى * أجل بيت في العلى وأرفع عليكم صلى إلهي وسقى * أجداثكم بطل غيث ممرع علي بن منصور الارمنتي المصري ويعرف بالهواس أو الهواش توفي بأرمنت من صعيد مصر سنة 695.
في الطالع السعيد في فضلاء الصعيد: كان أديبا فاضلا شاعرا، وكان ينسب إلى التشيع، أنشدني صاحبنا العدل الفقيه علاء الدين علي بن الشهاب الاسفوني عنه مرثية رثى بها ابن يحيى كبير أرمنت أولها: