أبو حية عمرو بن غزية الأنصاري.
شهد مع علي ع الجمل وصفين وهو الذي عقر الجمل يوم البصرة وقال بصفين:
سائل حليلة معبد عن فعلنا * لحليلة اللخمي وابن كلاع واسال عبيد الله عن أرماحنا * لما ثوى متجدلا بالقاع واسال معاوية المولي هاربا * والخيل تعدو وهي جد سراع ما ذا يخبرك المخبر منهم * عنا وعنهم عند كل دفاع أن يصدقوك يخبروك بأننا * أهل الندى مستسلمون الداعي ندعو إلى التقوى ونرعى أهلها * برعاية المأمون لا المضياع ان يصدقوك يخبروك بأننا * نحمي الحقيقة عند كل مصاع ونسن للأعداء كل مثقف * لدن وكل مشطب قطاع عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي.
قتل ببلاد الشام حوالي سنة 14 من الهجرة وكان من شيعة علي أمير المؤمنين ع استعمله رسول الله ص على تيماء وخيبر فلما توفي رسول الله ص رجع من عمالته ولم يعمل لاحد بعده كما مر في ترجمة أخيه خالد، وهو غير عمرو بن سعيد بن القاسم المعروف بالأشدق الذي كان واليا على المدينة عند قتل الحسين ع والذي قتله عبد الملك بن مروان بل هو ابن أخيه العاص ابن سعيد بن العاص بن أمية فهو عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية.
أبو عمرة عمرو بن محصن الأنصاري. قال نصر كان من أعلام أصحاب علي ع قتل في المعركة بصفين وجزع علي لقتله وقالت امرأة من أهل الشام:
لا تعدموا قوما أذاقوا ابن ياسر * شعوبا ولم يعطوكم بالخزائم فنحن قتلنا اليثربي ابن محصن * خطيبكم وابني هديل وهاشم (1) وقال عبد الله بن أبي معقل بن نهيك بن يساف الأنصاري وفي رواية النجاشي يبكيه لنعم فتى الحين عمرو بن محصن * إذا صائح الحي المصبح ثوبا إذا الخيل جالت بينها قصد القنا * يثرن عجاجا ساطعا متنصبا لقد فجع الأنصار طرا بسيد * أخي ثقة في الصالحات مجربا فيا رب خير قد أفدت وجفنة * ملأت وقرن قد تركت مخيبا ويا رب خصم قد رددت بغيظه * فأب ذليلا بعد ما كان مغضبا وراية مجد قد حملت وغزوة * شهدت إذا النكس الجبان تهيبا طويل عماد المجد رحب فناؤه * خصيبا إذا ما رائد الحيين أجدبا عظيم رماد النار لم يك فاحشا * ولا فشلا يوم القتال مغلبا وكنت ربيعا ينفع الناس سيبه * وسيفا جرازا باتك الحد مقضبا فمن يك مسرورا بقتل ابن محصن * فعاش شقيا ثم مات معذبا فان تقتلوا الحر الكريم ابن محصن * فنحن قتلنا ذا الكلاع وحوشبا وان تقتلوا ابني بديل وهاشما * فنحن تركنا منكم القرن أعضبا ونحن تركنا حميرا في صفوفكم * لدى الموت صرعى كالنخيل مشذبا وأفلتنا تحت الأسنة مرئد * وكان قديما في الفرار مجربا ونحن تركنا عند مختلف القنا * أخاكم عبيد الله لحما ملحبا بصفين لما أرمض عند صفوفكم * ووجه ابن عتاب تركناه ملغبا وطلحة من بعد الزبير ولم ندع * لظبة في الهيجا عريفا ومنكبا ونحن احطنا بالبصير وأهله * ونحن سقيناكم سماما مقشبا كمال الدين أبو القاسم عمر بن أبي جرادة العقيلي الحلبي، المعروف بابن العديم (2) من أدباء القرن السادس الهجري ومؤرخيه، تميز بشتى ألوان المعرفة، فكان أديبا وشاعرا وفقيها وسفيرا ومؤرخا فذا.
وصفه ياقوت بقوله: أن الله عز وجل عنى بخلقته فاحسن خلقه وخلقه، وعقله وذهنه وذكاءه، وجعل همته في العلوم ومعالي الأمور، فقرأ الأدب وأتقنه، ثم درس الفقه فاحسنه ونظم القريض فجوده، وأنشأ النثر فزينه، وقرأ حديث الرسول ص وعرف علله ورجاله وتأويله وفروعه.
في هذه الخطوط السريعة التي رسمها ياقوت في معجم الأدباء، وهو من معاصريه، صور جلية عن عبقرية هذا الشاب الذي نشأ في بيت علم وأدب وفضل، فقد ظل هذا البيت يتوارث أفراده العلم أربعة قرون كاملة.
كان جده من سكان البصرة نزح عنها بعد المئتين للهجرة في تجارة إلى الشام، وفي رواية أن طاعونا نزل بالبصرة فخرج منها جماعة من بني عقيل وقدموا إلى الشام فاستوطن جدهم الأكبر حلب.
ومنذ ذلك العهد، حتى القرن السادس والسابع، والبلاد العربية تتحدث عن هذه العائلة التي ضمت الأدباء والشعراء والقضاة، كان آخرهم والد كمال الدين الذي ولي منصب قاضي القضاة. وكان قبلها خطيب القلعة في عهد نور الدين محمود زنكي، ثم خازن المملكة على أيام ولده الملك الصالح إسماعيل، ثم عزل من منصب قاضي القضاة لا لشئ الا لأنه حنفي المذهب والدولة شافعية فلم يؤثر ذلك فيه لان له من ثروته وجاهه وعلمه ما يغنيه عن التكسب من مال الدولة فقبع في قصره يقطع الوقت بالمطالعة والدرس والاشراف على أملاكه ومزارعه. وبينما هو في هذه الحياة الحرة الطليقة من كل قيد، إذ بنبأ سار ترقص له القلوب، فقد انبثق فجر اليوم العاشر من شهر ذي الحجة سنة 588 ه عن مولود أشاع البشر في بيت آل العديم.
تقبل القاضي والد كمال الدين، هذه البشرى برعشة المضطرب غير المطمئن، فقد أنعم الله عليه بعدة بنات من أجمل ما خلق الله، وكان برغم