عز الدين أبو الفضل عبد المطلب بن الحسين بن محمد بن علي الحسيني الأشتري النقيب بنصيبين.
قدم بغداد وسمع منه شيخنا شمس الدين أبو المناقب محمد بن أحمد الهاشمي الحارثي الكوفي بمنزله بالجانب الغربي بقصر عيسى ليلة الجمعة عاشر جمادى الآخرة سنة 672 عن شرف الدين إسماعيل بن أبي سعيد بن علي بن المنصور بن محمد بن الحسين الآمدي عن علي بن عبد الله بن سلامة الشافعي يعرف بابن الحميري عن الحافظ أبي طاهر السلفي (1).
عميد الدين أبو الحارث عبد المطلب بن شمس الدين النقيب علي ابن أبي علي النقيب الحسن بن المختار العلوي الحسني الكوفي النقيب الرئيس.
قال في معجم الآداب:
مختار آل المختار الطاهرين النقباء الأطهار وهو من محاسن الدنيا في علو الهمة ووفور الحشمة والدين المبين والعقل الرصين والنفس الطاهرة والمحاسن الظاهرة والمآثر الباهرة والمفاخر الزاهرة والأخلاق المهذبة والاعراق الطاهرة الطيبة وكان لأفاضل بغداد عليه رسوم من الإنعام يوصلها إليهم في كل عام ولما وصلت من مراغة أسهم لي قسطا وافرا وكان أديبا فصيح البيان مليح الخط له اطلاع على كتب الأنساب ومشاركة في جميع العلوم والآداب صنف لأجله شيخنا جمال الدين أبو الفضل بن مهنا كتاب الدوحة المطلبية طالعتها في داره المعمورة وكان ينعم إذا ورد بغداد ويتوجه إلى داري ويطالع ما جمعته ووضعته وتذوق في التاريخ وتوفي وانا يومئذ بأذربايجان سنة 707.
عبد المطلب الأمين (2) ولد في دمشق سنة 1333 وتوفي سنة 1394 في بيروت ودفن في بلدة شقرا في جبل عامل لبنان.
الولد الأصغر لمؤلف الكتاب عاش بعده واحدا وعشرين سنة.
أكمل دراسته الابتدائية والثانوية والجامعية في دمشق حيث تخرج من كلية الحقوق. وفي عام تخرجه عين مدرسا للغة العربية في دار المعلمين الريفية ببغداد، وفي أول قيام عهد الاستقلال في سورية في أواخر الحرب العالمية الثانية، وإنشاء وزارة الخارجية السورية كان أحد اثنين أسسا تلك الوزارة وكانا أول موظفين فيها ثم عين قائما باعمال السفارة السورية في موسكو وله هناك مواقف مجيدة، أهمها أنه انعقد خلال وجوده هناك مؤتمر لوزراء الخارجية الأربعة الكبار في اعقاب الحرب العالمية الثانية لتصفية الأمور بعد انتهاء الحرب. وكانت نية الفرنسيين والإنكليز العمل على الاحتفاظ بموقع ممتاز لفرنسا في سورية ولبنان. فاستطاع بلباقته وحسن تصرفه أن ينتزع السر من المستر بيفن وزير الخارجية البريطانية آنذاك وأبرق به في الحال إلى سعد الله الجابري رئيس الوزارة السورية.
قال الأستاذ زهير مارديني يروي القصة: كان الجابري رئيسا للوزراء ووزيرا للخارجية وصادف أن عقدت اتفاقية بيفن بيدو بغفلة عن الحكومتين السورية واللبنانية، ولم يكن سفيرا لحكومتين في كل من باريس ولندن يعرفان أي شئ عن هذه الاتفاقية... وهبت المعارضة في دمشق تطالب حكومة الجابري بالاستقالة... وانتظر الجابري في وزارة الخارجية على أمل أن يرده نبا ما ينقذه من ورطته، وحين يئس ذهب إلى المجلس النيابي وقد صمم على الاستقالة...
وبينما كان الجابري يستعد لدخول قاعة المجلس أخبر بان برقية وصلت من موسكو تتعلق باجتماع وزراء خارجية الدول الكبرى، وإن مرسلها هو رئيس البعثة عبد المطلب الأمين...
وأجل فارس الخوري الجلسة نصف ساعة ريثما يأتي حل رموز البرقية... وحين اجتمع المجلس وقف سعد الله الجابري وأعلن نصوص اتفاق بيفن بيدو، ثم أعلن رفض سورية لهذا الاتفاق. وقامت البلاد وقعدت لتلك الأنباء وكان من جراء ذلك أن سقط ما اتفق عليه المستعمرون. ومن طرائفه في موسكو الحادثة التالية، وهي كما روتها جريدة النهار كان عبد المطلب أول قائم بالأعمال لسوريا في موسكو غداة الاستقلال فقدم أوراق اعتماده إلى ستالين. وبعد ما طوي الخطاب التقليدي، قال مفاخرا: وليتأكد لك يا سيدي أن ليس لسوريا أية مطامع في الاتحاد السوفيتي فخرج الزعيم السوفيتي عن طوره وكاد يقع من فرط الضحك بل منذ ذلك الحين أصبح عبد المطلب الأمين من الأقرب إلى ستالين انتهى.
ومن موسكو نقل إلى السفارة السورية في بغداد ثم إلى الإدارة المركزية في دمشق. ولم يلبث أن قام انقلاب حسني الزعيم، فوقف عبد المطلب مقاوما له منذ الساعة الأولى ونظم قصيدته في حسني الزعيم المنشورة مع هذه الترجمة ففصل من وزارة الخارجية.
ثم انتقل إلى لبنان وبعد فترة عين قاضيا لمحكمة أميون فمارس القضاء بضع سنين ثم تركه وعمل محاميا في محاكم الكويت ثم آثر العودة إلى لبنان حيث انصرف إلى الكتابة والترجمة حتى وفاته.
لم يكن يعنى بجمع شعره وحتى ولا بنشره لذلك ضاع معظمه، وأمكن بعد وفاته جمع بعض قصائده ونشرت في مجموع صغير باسم شعر عبد المطلب الأمين.
قال:
يا غريب الديار اني غريب * صمت الكون فالفناء المجيب منطق يسطع الحياة ويرزي * بالمفاهيم... فالعليل الطبيب غربتي، يا غريب، موت كئيب * والردئ كالحياة نتن وطيب ودروب الحياة مهما استطالت * فهي في خطونا الملح، دروب وهي في سيرنا الوئيد أمان * تارة ترتوي وطورا تذوب ودروب الحياة شوك وورد * والذي يسبق القطاف المصيب الورود الشذى ونفح الأماني * والتهاويل والصبا المجلوب الورود العنقاء تجثم قسرا * وشذاها المحموم طيف غريب الورود البلهاء عطرا وشوكا * وشذاها على الأنوف مريب ما شممنا من الحياة عطورا * لا ولا خالج الأنوف طيوب نتن العيش أصبح اليوم عطرا * وصدا الجيفة اليوم طيب