ولكني حملت بها حقوقا * أخاف لثقلهن من العقوق فسر يا أبا نعيم بي رويدا * فلست أطيق كفران الحقوق وحمل ما أطيق به نهوضا * فان الرفق أليق بالصديق ولعمري قد جاد وأجاد وبذل المطلوب كما أريد منه وزاد ولقد أحيا وأشاد بما رسم وأفاد رسوما قد إندرست وطلولا قد عفت ومعاهد قد عطلت وقباب مجد قوضت وأركان فضل قد هوت وانهدمت وأبنية سؤدد قد انقضت وانتقضت فلله دره فقد وجب على العالمين بل العالمين شكره وبره فكم أحيا بجميل الذكر ما قد مات ورد بحسن الثناء ما غبر وفات وكم له في ذلك من النعم والأيادي على الحاضر والبادي ومن الفواضل البوادي على المحفل والنادي فلقد نشر فضائل العلماء والفقهاء وذكر محاسن الأدباء والأذكياء ونوه بذكر سكان زوايا الخمول وأنار منار فضل من أشرف ضوءه على الأفول فكأني بمدارس العلم لذلك أزهرت وربت وطربت وبمحاسن الفضل له قد أزلفت وأنست وكأني بسكان الثرى ورهائن القبور قد ارتقوا معارج الطور وألبسوا ملابس البهاء والنور وتباشروا بالتحية والسرور وطفقوا بلسان الحال ينشدون مادحهم هذا المقال:
أحييتنا بثنائك السلسال * فاذهب بنعماها رخي البال في النشأتين لك المهنا والهنا * نيل المنى والفوز بالآمال هذا وأني أروي العلوم الشرعية والأحاديث المروية أصلية وفرعية عن مشائخي العظام وأساتيذي الكرام نواميس الشريعة الغراء وحماة الملة البيضاء الشيخ العالم الفاضل الباهر والبحر المتلاطم الزاخر آقا محمد باقر الأصبهاني أصلا الحائري مسكنا والشيخ الفاضل الفايز بدرجتي العلم والعمل الشيخ يوسف البحراني أصلا والحائري مسكنا ومدفنا والشيخين الفاضلين العالمين الكاملين الشيخ العلم العماد الشيخ حمد الجواد والشيخ السني البهي الشيخ محمد المهدي الغرويين مسكنا ومدفنا وغيرهم من المشايخ الجلة الذين كانوا في عصرنا من رؤساء الملة فليرو عني جميع ذلك كيف شاء وأحب لمن شاء وطلب وسعى ورغب وكتب بيمناه الدائرة أوتي بها كتابه في الآخرة يوم الأربعاء سابع عشر ذي الحجة الحرام الواثق بفضل ربه الغني محمد مهدي الحسني الحسيني الطباطبائي حامدا مصليا.
الشيخ عبد النبي الشيرازي توفي 10 ربيع الأول سنة 1354 بشيراز كان عالما أديبا حافظا للقرآن مجودا، له سند متصل إلى عاصم من طريقي حفص أصل أجداده من البحرين وسكنوا شيراز وصاروا بها أئمة الجمعة له رسائل في التجويد وديوان شعر وشرح على الشاطبية.
ملا عبد النبي ابن الشيخ شرف الدين محمد الشريف الطسوجي.
ولد سنة 1117 في بلدة طسوج وتوفي بكربلا سنة 1203 ودفن بها عالم أديب فقيه أصولي رياضي رجالي ذكره السيد محمد إبراهيم بن عبد الفتاح الحسيني المرعشي التبريزي النسابة في كتاب الكشكول وقال هاجر من بلدته طسوج من أعمال آذربايجان إلى كربلاء سنة 1196 وبقي بها إلى أن أجاب دعوة ربه في التاريخ المذكور له مؤلفات 1 حاشية على كتاب السماء والعالم من البحار 2 شرح خلاصة البهائي في الحساب 3 شرح الزبدة للبهائي في الأصول 4 شرح الصمدية للبهائي في النحو 5 حاشية الكافي 6 حاشية الفقيه 7 حاشية التهذيب 8 حاشية الاستبصار 9 حاشية نهج البلاغة 10 ديوان شعر يزيد على مائة ألف بيت قرأ عليه جماعة منها الفاضل المؤرخ السيد حسن الحسيني الزنوزي صاحب كتاب رياض الجنة وكتاب بحر العلوم وذكره في كتابين وأثنى عليه ورثاه بأبيات فارسية وأرخ فيها وفاته. وذريته إلى الآن بيت جلالة وعلم وشرف ونبالة يروي المولى عبد النبي عن جماعة منهم المولى محمد رفيع الجيلاني نزيل المشهد الرضوي عن المجلسي صاحب البحار.
السيد عبد الهادي ابن السيد إسماعيل الشيرازي (1) ولد في سامراء، عام وفاة والده سنة 1305 وتوفي 9 صفر سنة 1382 في النجف ودفن فيه في مقبرة ابن عم أبيه السيد محمد حسن الشيرازي بجنب باب الطوسي.
تلقى دراسته الأولى في سامراء وانتقل من ثم إلى كربلاء فالنجف.
أتم السطوح على جماعة من الأعلام، ثم حضر دروس الشيخ محمد تقي الشيرازي وشيخ الشريعة الأصفهاني والسيد علي الشيرازي وظل في النجف حتى غدا في الطليعة من أعلامها، وبعد وفاة السيد أبو الحسن الأصفهاني كان في عداد المراجع الذين انتهت إليهم أمور التقليد بعده، ثم بعد وفاة السيد حسين البروجردي رجع إليه الجم الغفير من مقلديه.
من مؤلفاته:
1 كتاب الطهارة، 2 كتاب الصوم، 3 كتاب الزكاة، 4 رسالة في اللباس المشكوك، 5 رسالة في الاستصحاب، 6 رسالة في اجتماع الأمر والنهي، 7 دار السلام، في فروع السلام وأحكامه، أنهاها إلى ألف فرع، 8 كتاب الحوالة، 9 رسالة في الرضاع، 10 الوسيلة، 11 الذخيرة، 12 تعليقة على العروة الوثقى، 13 رسائل عملية باللغتين الفارسية والعربية.
وله شعر باللغتين العربية والفارسية فمن شعره بالعربية قوله في أبي طالب:
هو العلم الهادي أزين بمدحه * شعوري ويزهو في ماثره شعري أبو طالب حامي الحقيقة سيد * تزان به البطحاء في البر والبحر أبو طالب والخيل والليل واللوا * له شهدت في ملتقى الحرب بالنصر أبو الأوصياء الغر عم محمد * تضوع به الأحساب عن طيب النجر لقد عرفت منه الخطوب محنكا * تدرع يوم الزحف بالباس والحجر كما عرفت منه الجدوب أخاندى * دوين نداه الغمر ملتطم البحر فذا واحد الدنيا وثان له الحيا * وقل في سناه ثالث الشمس والبدر وإني يحيط الوصف غر خصاله * وقد عجزت عن سردها صاغة الشعر حمى المصطفى في باس ندب مدجج * تذل له الأبطال في موقف الكر فلولاه لم تنجح لطاها دعاية * ولا كان للاسلام مستوسق الأمر