عدالته فيظنون به ذلك، والذهبي لم ير عليه ضوءا في دينه لأنه شيعي وكذلك الخفاش لا يرى الضوء ورميه بعظائم ليس الا للتشيع. وكانت له ذؤابة بيضاء إلى أن مات وفيها يقول:
يا عائبا مني بقاء ذؤابتي * مهلا فقد أفرطت في تعييبها قد واصلتني في زمان شبيبتي * فعلام اقطعها أوان مشيبها ومن لطائفه قوله:
ويوم لنا بالنير بين رقيقة * حواشيه خال من رقيب يشينه وقفنا فسلمنا على الدوح غدوة * فردت علينا بالرؤوس غصونه وله:
ولا تسألوني عن ليال سهرتها * أراعي نجوم الأفق فيها إلى الفجر حديثي عال في السماء لأنني * أخذت الأحاديث الطوال عن الزهر وله وكتبهما عنه الرشيد الفارقي وكان يستجيرهما:
ولو كنت أنسى ذكره لنسيته * وقد نشأت بين المحصب والحمى سحابة لوم أرعدت ثم أبرقت * بسمر وبيض أمطرت عنهما دما وله:
فتنت بمن محاسنه * إلى عرب النقي تنمي عذار من بني لام * وطرف من بني سهم وعذالي بنو ذهل * وحسادي بنو فهم وله:
خليلي لا تسقني * سوى الصرف فهو الهني ودع كأسها أطلسا * ولا تسقني مع دني وله:
قسما بمرآك الجميل فإنه * عربي حسن من بني زهران لا حلت عنك ولو رأيتك من بني * لحيان لا بل من بني شيبان أخبرني أبو الحسن بن أبي المجد بقراءتي أنشدنا الوداعي لنفسه اجازة وهو آخر من حدث عنه:
قال لي العاذل المفند فيها * حين وافت وسلمت مختاله قم بنا ندعي النبوة في العشق * فقد سلمت علينا الغزالة وله:
إذا رأيت عارضا مسلسلا * في وجنة كجنة يا عاذلي فاعلم يقينا أنني من أمة * تقاد للجنة بالسلاسل ونص على تشيعه في نسمة السحر وفوات الوفيات وتذكرة الحفاظ للذهبي، والصفدي في تاريخه. له التذكرة الكندية، قال ابن كثير الشامي في تاريخه أنه جمع كتابا في خمسين مجلدا فيه علوم جمة أكثرها أدبيات سماه التذكرة الكندية وقفها بالسميساطية اه ذكرها في كشف الظنون بثلاثة عناوين: تذكرة الوداعي والتذكرة العلائية والتذكرة الكندية.
أبو الحسن علي بن المعاذ البغدادي مر بعنوان علي بن أبي المعاذ.
علي بن المقرب العيوني الأحسائي.
قال الحافظ المنذري في كتابه التكملة لوفيات النقلة، نسخة دار الكتب المصرية في ذكر وفيات سنة 629 ه:
ويقال أبو الحسن علي بن المقرب بن منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن سنبار بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الربعي العيوني البحراني الأحسائي الشاعر بالبحرين ومولده سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة بالأحساء من بلاد البحرين وقيل أنه توفي في رجب من هذه السنة. 629 قدم بغداد وحدث بها شيئا من شعره، كتب عنه غير واحد من الفضلاء ودخل الموصل أيضا ومدح ملكها وأقبل عليه أهل البلد أيضا وكان شاعرا مجيدا مليح الشعر وقيل أنه من بكر بن وائل انتهى ويقول الدكتور مصطفى جواد أنه أقام ببغداد سنة 610 وسنة 614 أو بعضها وسمع الأدباء والرواة عليه شعره أو كثيرا منه. ويقول أن وفاته كانت في البحرين في المحرم سنة 621 كما أنه لقبه بكمال الدين أو موفق الدين أبو عبد الله اه.
وقال في كتاب ساحل الذهب الأسود:
نظم الشعر في سن مبكرة وهو لا يتجاوز العاشرة من العمر وقضى أيام شبابه بالأحساء وكان طموحا للملك، وقد شاهد بام عينه مدى التناحر والانشقاق في الأسرة العيونية، وطمع كل أمير في الاستئثار بالملك حتى تجزأت بلاد البحرين إلى امارات بين أسرته، وظل كل أمير يثب على ابن عمه أو أخيه فيقاتله أو يقتله.
وقد أصاب الشاعر شئ من هذه المحنة فصادر أبو المنصور أملاكه وسجنه، ولما أطلق سراحه غادر الأحساء إلى بغداد، وحين تولى محمد بن ماجد عاد إلى مسقط رأسه فمدحه أملا منه في استرجاع أملاكه، فماطل في وعده ووشى به بعض الحساد من جلساء الأمير، فخاف الشاعر على نفسه فغادرها إلى القطيف ولبث فيها فترة مدح أميرها الفضل بن محمد دون جدوى، ثم عاد أخيرا إلى الأحساء أملا منه في اصلاح الوضع، فلما يئس غادرها إلى الموصل حيث مدح أميرها بدر الدين بقصائد كما هجاه أخيرا حين لم يصل منه إلى غاياته، وكان هذا الأمير مملوكا أرمنيا فمما قاله فيه:
تسلط بالحدباء عبد للؤمه * بصير بلى عن كل مكرمة عمي إذا أيقظته لفظة عربية * إلى المجد قالت أرمنيته نم له ديوان شعر مطبوع حذف منه طابعوه مدائحه ومراثيه في آل البيت ع. ذكره صاحب أنوار البدرين في ترجمة علماء الأحساء والقطيف والبحرين فقال في الباب الثالث في ترجمة علماء هجر وهي الأحساء: ومن أدبائها البلغاء وأمرائها النبلاء الأمير الأريب الأديب المهذب علي بن مقرب الأحسائي ينتهي نسبه إلى عبد الله بن علي بن إبراهيم العيوني الذي أزال دولة القرامطة من ربيعة كما تقدم، وقال قبل ذلك لم تزل القرامطة في دولتهم ومنكراتهم حتى أباد الله دولتهم وأخمد