تغلب واخذ أسيرا وحمل إلى دغفل فأراد الفضل حمله إلى العزيز في مصر، ولكن دغفل قتله.
وكان أبو تغلب شاعر أديبا.
كتب أبو فراس إلى أخيه أبي الفضل وقد سار أبو تغلب بن ناصر الدولة إلى أخيه حمدان يلازمه ليقتله:
المجد في الرقة مجموع * والفضل مروي ومسموع إن بها كل عميم الندى * يداه للجود ينابيع وكل مبذول القرى بيته * بيت على العلياء مرفوع لكن اتاني خبر رائع * يضيق عنه السمع والروع إن بني عمي وحاشاهم * شملهم للخلق مصدوع ما لعصا قومي قد شقها * تفارط منهم وتضييع بنو أب فرق ما بينهم * واش على الشحناء مطبوع عودوا إلى أحسن ما كنتم * سقتكم الغر المرابيع لا يكمل السؤدد في ماجد * ليس له عود ومرجوع أنبذل الود لأعدائنا * وهو عن الاخوة ممنوع أو نصل الا بعد من قومنا * والنسب الأقرب مقطوع لا يثبت العز على فرقة * غيرك بالباطل مخدوع الفضل بن الحسن الشيخ الامام العالم العامل الشيخ أبو علي الطبرسي له جواهر النحو ذكر فيه أنه ألفه للأمير صفي الدين أبي منصور محمد بن يحيى بن هبة الله الحسيني وأنه اقتدى فيه بالامام عبد القاهر الجرجاني في مجموعه الموسوم بالجمل في العوامل، وفي آخره تم الكتاب المسمى بجواهر النحو من تصنيف الشيخ الامام العلم العامل الشيخ أبو علي الطبرسي خامس رمضان سنة 790 فضل الله بن محمد الفارسي له كتاب رياض الجنان فضلي بن زين العابدين له كتاب أفضل التواريخ فارسي فضولي البغدادي (1) اسمه محمد بن سليمان وقد اشتهر بلقبه فذكرناه في حرف الفاء.
أصله قال صادقي وكان معاصرا لفضولي، وقد أدرك الثلث الآخر من عمره: أنه من عشيرة بيات وهي بطن من أغز، قبيلة من الترك، وهم التركمانية. ونسبه صاحب نمونه أدبيات وهوارت إلى الكرد. وخصصهم كريمسكي بكرد آذربيجان إما بيات فقد استوطنت العراق قديما وسكنت ناحية قرب واسط.
ولها ذيول في إيران، وتوران، والهند، وتركية. وأصلهم جميعا من تركستان.
وينتسب إلى بيات اليوم طائفة كبيرة في العراق، يقيم فرع منها بكركوك، وبيوتات ببغداد.
مولده ولد فضولي بالعراق كما حكى في مقدمة ديوانه وقد اختلفت أقاويل المؤرخين في مولده. فقال بعضهم: أنه ولد بكربلاء وقال آخرون: ولد ببغداد وربما كان مسقط رأسه بلدة الحلة فقد كان والده مفتيا بها. ومهما يكن من خلاف، فقد استوطن فضولي الحلة وشب ابنه فضلي فيها.
إما ميلاده فقد اختلفوا في الوقت الذي ولد فيه، اختلافهم في موضع ولادته. وربما كان مولده في العشر الأخير من القرن التاسع الهجري. فقد صرح في امدوحة قالها وهو في جلال السن بأنه مدح أمير المؤمنين ع خمسين سنة. ولا بد أنه ابتدأ بقرض الشعر وهو يافع بلغ الحلم أو تجاوزه قليلا. ثم لا ريب في حياته برهة من الزمان بعد تلك الامدوحة.
وقد أقام برهة في بغداد فنسب إليها وعرف بالبغدادي، ونظم الشعر بالعربية والفارسية والتركية وقد احتفى الروس أخيرا بذكراه في مهرجان أقاموه في باكو عام 1378 لان قبيلته بيات تنتمي في الأصل إلى آذربيجان أو تركستان.
ثقافته وأدبه صرح في مقدمة ديوانه بأنه: اكتسب الفنون العقلية والنقلية، واقتبس الفوائد الحكمية والهندسية، وتتبع الأحاديث والتفاسير... وكان رائد فكره يسيح دائما في حدائق المؤلفات فجمع أسباب اختراع أفانين القريض، وسخرت له ممالك فنون النظم، وانتهت إليه رياسة أقاليم الكلام، وقد درس الفارسية، وتعميق في آدابها، وألم بمنظومها، وتوسع في منثورها، واطلع على غررها، فجارى سعدي، وقلد حافظ. ونظم أنس القلب اقتداء بهدى الخاقاني، وخسرو الدهلوي، والجامي، واخذ في أساليب منظومة الدهلوي، واحتذى مثال جلاء الروح.
وقد أثني عليه النقاد والأدباء، واطروه، فقال معاصره عهدي البغدادي: مولانا فضولي، كامل بكمال المعرفة، فاضل بفنون الفضائل، رقيق الطبع، حلو الصحبة من أهل الحكمة في علم الحياة والابدان، ومن خدام شيوخ الطريقة. لا ند له في بلاغته في اللغات الثلاث. قادر على صنوف الشعر وطراز المعميات، ماهر في العروض.
وأسلوب انشائه السلس يضاهي أستاذ العالم خواجة جهان، وقصائده الفصيحة تضارع الخواجة سليمان. وفي النحو المثنوي، نرى مجنون ليلاه كالدر المكنون وله رسائل تركية وفارسية عديدة. ترجم روضة الشهداء للمولى حسين الواعظي، وسماها حديقة السعداء تشهد أنه مبدع في أسلوبه، وبرهان ساطع في اختراع معانيه.
وحدث عن السبك ولا حرج في صوع كلماته فهي أشبه بحلة ذهبية اكتستها المعاني. وأشعاره في العربية ذائعة بين فصائحها. وأقواله مذكورة بين الترك والمغول، وديوانه الفارسي مقبول لدى أبناء الفرس، وأشعاره التركية مقبولة لدى ظرفاء الروم (2).
وقال سام ميرزا: مولانا فضولي من دار السلام بغداد، ولم يخرج