وأخوه الربيع وهما ابنا أخت سليمان بن خالد. وفي الخلاصة عيص بكسر العين والصاد المهملة أخيرا ابن القاسم بن ثابت بالثاء البجلي كوفي عربي يكنى أبا القاسم ثقة عين روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى ع هو وأخوه الربيع ابنا أخت سليمان بن خالد الاقطع اه وقال الكشي: ما روي في العيص بن القاسم وكلامه لخاله. حدثني خلف بن حماد عن أبي سعيد الآدمي عن موسى بن سلام عن الحكم بن مسكين عن عيص بن القاسم قال دخلت على أبي عبد الله ع مع خالي سليمان بن خالد فقال لخالي من هذا الفتى قال هذا ابن أختي قال فيعرف أمركم قال نعم قال الحمد لله إلى آخر الحديث ثم قال يا ليتني وإياكم بالطائف أحدثكم وتؤنسونني ونضمن لهم ان لا نخرج عليهم أبدا. وقال الكشي في موضع آخر في الواقفة: محمد بن الحسن البراثي حدثني أبو علي الفارسي حدثني عبدوس الكوفي عن حمدويه عمن حدثه عن الحكم بن مسكين قال حدثني بذلك إسماعيل بن محمد بن موسى بن سلام عن الحكم عن عيص قال دخلت مع خالي سليمان بن خالد على أبي عبد الله ع فقال يا سليمان من هذا الغلام فقال ابن أختي فقال يعرف هذا الامر فقال نعم فقال الحمد لله إلى آخر الحديث قال يا سليمان نعوذ بالله ولدك من فتنة شيعتنا قلت جعلت فداك وما تلك الفتنة قال انكارهم الأئمة ووقوفهم على ابني موسى قال ينكرون موته ويزعمون ان لا امام بعده اه.
وهذه الرواية الثانية هي التي أوقعت العلامة في الخلاصة في الاشتباه فذكر فيها ترجمة للحكم بن عيص وذكر مضمون هذه الرواية عن الكشي وقبله ابن طاوس في رجاله وتبعهم الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة وبعده ولده الشيخ حسن صاحب المعالم في التحرير الطاووسي وسببه ابدال لفظة عن قبل عيص بابن كما مر فيمن اسمه الحكم ويوضح ذلك ما في الرواية الأولى وما في هذه الرواية من قوله أولا عن الحكم بن مسكين ثم قال عن الحكم عن عيص فحذف ابن مسكين لتقدمه قريبا ويظن ان أصل ذلك وجود ابن في نسخة الكشي فتبعه ابن طاوس لحسن ظنه به وتبع ابن طاوس العلامة وصاحب المعالم لحسن ظنهما وتبع العلامة الشهيد الثاني لحسن ظنه والاشتباه إذا وقع من عظيم وقع فيه كثير من الناس حتى العظماء وإذا وقع من غيره كان أسرع إلى الانتباه كما أن اشتباها وقع من الشيخ الطوسي في بعض كتبه في إسحاق بن عمار أوقع من بعده في اشتباهات أجيالا طويلة استثمرت إلى عصر بحر العلوم الطباطبائي وذكر بعض ما يتعلق بالمقام فيمن اسمه الحكم.
حرف الغين غالب (1) أسد الله خان بن عبد الله وعرف بمرزا نوشه واشتهر باسم غالب عند الجمهور لذلك ذكرناه في حرف الغين. وشعراء شبه القارة الباكستانية الهندية يتخذون عادة اسما غير اسمهم الحقيقي، فيشتهرون باسمهم المستعار في شعرهم، ويعرف هذا الاسم في اصطلاح الأدب الأردي بالتخلص. وأصله من تركيا، توطن جده في دلهي عاصمة الهند في زمن السلطان شاة عالم.
وهو أكبر شاعر عرفته اللغة الأردية، بل هو من أشعر شعراء العالم، أجاد في جميع أصناف الشعر وأغراضه، وامتاز بتحليل العواطف النفسية.
له ديوان باللغة الفارسية ومجموعة رسائل باللغة الأردية ابتكر فيها أسلوب الترسل، أما ديوانه باللغة الأردية المسمى بديوان غالب فهو معجزته من ناحية اللغة والمعنى والبلاغة.
ولد في بلدة أكبرآباد آكرا في 27 كانون الأول ديسمبر سنة 1797، لأبوين أصلهما من الترك أو التركمان الأزبك، بازبكستان.
وتوفي سنة 1869 م في دلهي، كان جده قد نزح عن سمرقند في مطلع القرن الثامن عشر طلبا للكسب فحل في ربوع الإمبراطورية المغولية وما لبث حتى وجد له عملا عند عامل المغول في لاهور، ثم تزوج وأنجب أبا غالب، مرزا عبد الله بيك خان. وأقام عبد الله في أكرا وتزوج فيها من أسرة عريقة غنية، وأنجب غالبا، فسماه عند مولده مرزا أسد الله بيك خان ولم يشأ القدر أن يبقي الأب لابنه طويلا، فقد قتل في معركة حربية وغالب لا يتجاوز الخامسة من العمر فتعهد عمه بتربيته، وكان أسعد حظا وأغنى مالا ولكن الاقدار لم تشأ الا أن تلاحق الفتى بنحسها وأكدارها طوال سني حياته ففقد ثروته وعاش آخر أيامه في عوز وفاقة... وشهد ويلات الحروب الاستعمارية والمجازر واضطهاد الأبرياء، ثم ضياع حكم المغول المسلمين... كان يأخذ نفسه بالألم فيحزن ويأسو ولكنه ما كان ليستجيب للنوائب والمكاره بالاستكانة والعقود وانما بالصبر والمجالدة...
الصبر على المكاره... مجالدة الآلام، ومغالبة الهموم والأحزان... وانه ليفصح عن هذه النزعة النفسية في كثير من شعره ونثره، فهو يقول في بعض شعره:
ان العظمة في الإنسان لا تتولد الا بواسطة الآلام والأحزان فعليك أن تحسن تقييم القلوب التي يغشاها الأسى.
أجل، ان هذه الدنيا جميلة بآلامها القاسية ان ما يهرق على الأرض من دماء انما هو زينة لوجهها.
أما البيئة التي نشأ فيها فكانت بيئة الإمبراطورية المغولية في نزعها الأخير أيام اضمحلالها وانحلالها... وانحسار حكمها أمام الغزو البريطاني الذي اتخذ شكل التسلل التجاري والاقتصادي بادئ ذي بدء ثم انتهى بالفتح وحروب التوسع. مع ما رافقها من قمع وتنكيل وتقتيل.
والواقع ان البريطانيين كانوا قد أخذوا يبسطون نفوذهم في شمال الهند في منتصف القرن الثامن عشر على أجداث المسلمين وحكامهم المغول إذ قاوم هؤلاء، دون الهندوس الفتوحات البريطانية، ووقفوا يستميتون في القتال أمام جحافل الاستعمار التي جاءت من أوروبا بالحديد والنار... فلا غرو إذا ما ناصب الإنكليز العداء للمسلمين وشددوا بهم التنكيل ثم أوقعوا بهم المذابح من دون رحمة.
ولقد شهد غالب غطرسة الحكام البريطانيين وفتكهم بابناء المسلمين فاورد لذلك وصفا جليا في شعره، من ذلك يقول ما معناه:
لم تكن ميادين دلهي الا مجازر، ولا بيوتها الا سجونا.
كل حبة من غبار دلهي تتعطش لدم المسلمين.