وإذا أتيت إلى الغري معاودا * في كل عام زائر تتواثب طف حول مشهده وعفر فوقه * خديك والثمه ودمعك ساكب وقل السلام عليك يا من حبه * فرض على كل البرية واجب والله ما لك في الفضائل مشبه * كلا ولا في المكرمات مقارب ما هبت مخلوقا ولست بهائب * لكن لباسك كل شئ هائب ما زلت تغلب في الحروب مظفرا * فيها وما لك قط فيها غالب شيدت دين محمد فأساسه * منك الأساس اسنة وقواضب يا سيف رب العرش سيفك قاطع * في كل معركة وسهمك صائب للبيض في كلتا يديك مشارق * ومن الغوارب في الحروب مغارب زوجت فاطمة لأنها كفؤها * والنور للنور المضئ مناسب والله كان وليها في عرشه * والروح جبريل الأمين الخاطب فالبدر والشمس المنيرة أنتما * وبنوكما للعالمين كواكب ان الذي يرجو مكانك في العلى * هو في البرية لا محالة خائب بهرت دلائلك العقول فما لها * محص وهل للرمل يوما حاسب أعطيت يا مولى الأنام فضائلا * ومناقبا ما مثلهن مناقب تركت مناقبك المناقب كلها * ان عورضت خجلا وهن مثالب يا أهل بيت محمد أنتم لنا * قبل إلى رب السما ومحارب فليحمد الله ابن حماد على * نعمائه وهو الكريم الواهب اني لمن والى الوصي مواليا * ولمن تولى غيره لمحارب وقال في المجالس وهذه القصيدة أيضا مذكورة على الألسنة والأفواه لعلي بن حماد أقول ونفسها يناسب التي قبلها:
بقاع في البقيع مقدسات * وأكناف بطيبة طيبات وفي كوفان آيات عظام * تضمنها الغري موثقات وفي غربي بغداد وطوس * وسامرا نجوم زاهرات مشاهد تشهد البركات فيها * وفيها الباقيات الصالحات ظواهرها قبور دراسات * بواطنها بدور لامعات جبال العلم فيها راسيات * بحار الجود فيها زاخرات معارج تعرج الأملاك فيها * وهن بكل أمر هابطات وليست في القبور لهم ولكن * مواقع في النجوم معظمات بها الرحمن أقسم لو علمتم * ففي القرآن هن مسميات بيوت يذكر اسم الله فيها * رجال بالسجود لهم سمات وهم حجج علينا بالغات * وهم نعم علينا سابغات وحبل الله ينجو ماسكوه * وحبل الله ليس له انبتات وهم معنى الصراط ففاز عبد * على ذاك الصراط له ثبات محاريب الورى اللاتي إليها * وجوه ذوي العلى متوجهات خلائف ربنا في الأرض تجلى * بها عنا الدياجي المظلمات رسول الله والهادي علي * وفاطمة وسبطاه الهداة لهم نادى منادي الحق منا * الا أين الأرامل والعفاة أناملهم إذا وكفت يداها * عليهم بالغوادي مزريات يرون عداتهم بالجواد دينا * وليس لهم إذا سئلوا عداة فان المرتضى الهادي عليا * لتقصر عن مناقبه الصفات وزير محمد حيا وميتا * شواهده بذلك واضحات اخوه كاشف الكربات عنه * وقد أمت إليه الداهيات فان أيام أهل الحرب عدت * وأيام الوصي مشهرات فاحد لم يحد فيها علي * ولا غمزت له فيها قناة وخيبر حين فر القوم عنه * فرار العير ضاق بها الفلاة فمر إليهم الهادي علي * فغادرهم وشملهم شتات وفي الأحزاب حين دعوا لعمرو * وقد خمدوا كأنهم الموات ولم يبرز له الا علي * وهل يحمي الحمى الا الحماة وعنه عسكر الحمراء فاسال * لتخبرك الدماء السائلات وفي صفين إذ حشدوا عليه * وهاتيك الصفوف مخرمات فلو راموا النزال فليس شئ * يرى الا المنايا نازلات ويشكو الهام والاحداق منه * وتكرهه السيوف اللامعات ترى أسيافه يضحكن ضحكا * بها هام الفوارس باكيات صوارمه يزوجها نفوسا * وللابدان هن مطلقات إذا أعوجت ذوابله بطعن * ففي الأبدان هن مثقفات له كفان واحدة حياة * إذا جادت وواحدة ممات هو البحر الذي خبرت عنه * ولكن ماؤه عذب فرات وبات على الفراش يقي أخاه * وقد همت بكبسته الطغاة حوى علم الشريعة فهو يقضي * بعلم ليس بعلمه القضاة وعلمه بذاك العلم علم * يفوت العالمين ولا يفات تعنفني على حبي عليا * فقلت لهم الا لعن الغلاة فلا والله ما قصرت نوحي * إذا ما ضن بالنوح الحداة بدينكم اقتديت وفي ذراكم * دفنت وفي محبتكم نجاة وتلك هبات رب العرش عندي * وارجو ان تتم لي الهبات وقد نظم ابن حماد قريضا * فما شئ تغيره النحاة ولي فيكم قصائد من زماني * إلى أبد الزمان مسيرات وقد أبدى الرواة عيوب شعري * وكم شعر تدنسه الرواة أبو الحسن علي بن حماد بن عبيد أو ابن عبيد الله بن حماد العدوي أو العبدي الاخباري البصري شاعر آل محمد ع.
توفي حدود 400 بالبصرة كما في الطليعة.
نسبته العدوي نسبة إلى بني عدي والعبدي نسبة إلى عبد القيس من ربيعة بن نزار كما مر في سفيان بن مصعب العبدي، وجماعة قالوا في نسبته العدوي كالنجاشي والعلامة في الخلاصة وايضاح الاشتباه وبعضهم قال العبدي كصاحب غاية الاختصار ولكن النجاشي معاصر له واعرف بنسبته وبسبب وصف البعض له بالعبدي وقع الاشتباه من ابن شهرآشوب وصاحب أمل الآمل كما ستعرف والاخباري من يتعاطى رواية الاخبار فينسب إليها.
أقوال العلماء فيه كان شاعرا مشهورا ومن مشائخ الإجازة معاصرا للنجاشي صاحب الرجال. قال النجاشي في ترجمة عبد العزيز بن يحيى الجلودي بعد عد كتبه قال لنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله هو ابن الغضائري والد صاحب الرجال: أجازنا كتبه جميعها أبو الحسن علي بن حماد بن عبيد الله بن حماد