المصنفين والدعاة للإسماعيلية ثم ذكر الحلاج ومذاهبه والحكايات عنه وأسماء كتبه وكتب أصحابه ثم قال عبد الله بن بكير من الشيعة، الحصين ابن مخارق من الشيعة المتقدمين، أبو القاسم علي بن أحمد الكوفي من الامامية من أفاضلهم، داود بن كورة من أهل قم. إسماعيل بن محمد قنبرة من أهل قم: الحسني أبو عبد الله البلوي محمد بن حمد بن يحيى بن عمران صاحب الفقه، الزيدية أقول عبد الله بن بكير فطحي ثقة، والحصين بن مخارق واقفي وعلي بن أحمد الكوفي مرمى بالغلو والتخليط وداود بن كورة امامي ومحمد بن أحمد بن يحيى من معاريف الشيعة الإمامية والحسني غير معلوم الحال. ومن ذلك يعلم أن ابن النديم بعد ما ذكر المصنفين والدعاة للإسماعيلية ذكر جماعة لا علاقة لهم بالإسماعيلية لا باعتقاد ولا بتصنيف بل هم شيعة اثنا عشرية أو فطحية أو واقفة وحشر البلوي بينهم وذلك أن لم يدل على أنه منهم لا يدل على أنه إسماعيلي ولكن الدليل على أنه منهم من كلام مصنفي الشيعة في الرجال المتقدم ظاهر ولذلك رجع ذلك القائل بعد ما كتب إليه الشيخ أبو عبد الله الزنجاني بنحو ما ذكرناه من الجزم بإسماعيليته إلى الشك فيها ولكنه لا وجه لهذا الشك، ونحن عندما رأينا كلامه لأول وهلة خطر ببالنا هذا الذي ذكرناه قبل ان ننظر فيما كتبه إليه الزنجاني.
مشايخه منهم محمد بن الحسن الجعفري كما مر عن النجاشي. ومنهم عمارة ابن زيد أبو زيد الخيواني المدني حليف الأنصار كما مر عن ابن داود وصاحب الميزان. ويفهم من كتابه سيرة أحمد بن طولون أنه يروي عن ابن عقدة الزيدي ففي صفحة 33 سألت أبا العباس احمد محمد الكوفي. وعن عبد الله بن الفتح كما في صفحة 302 والحسن بن علي العباداني كما في صفحة 353.
تلاميذه يفهم مما مر عن النجاشي أنه يروي عنه محمد بن الحسن العطار من ثقات علماء الإمامية ورواتهم.
مؤلفاته عرف مما مر عن ابن النديم أن له 1 الأبواب 2 المعرفة 3 الدين وفرائضه وما مر عن لسان الميزان أن له 4 رحلة الشافعي 5 سيرة أحمد بن طولون طبعت في دمشق هذه السنة 1358 عن نسخة قديمة صنفها بالتماس بعض عظماء عصره ومع ما ذكر طابعوه ومحققه والمعلق عليه إنهم بذلوا من الجهد في تصحيحه فقد وقع نظرنا فيه لأول مرة على غلط لا يكاد يخفى ولم ينبه عليه ولكن العصمة لله وحده ففي صفحة 207 ذكر هذا البيت هكذا:
إن فهمت ضاع دمي لديك وإن * وإن سكت فمثل النار في كبدي والظاهر أن صوابه هكذا:
إن فهمت ضاع دمي * اسكت فمثل النار في كبدي عبد الله بن موسى بن جابر بن الهذيل الحارثي.
في معجم البلدان أنه قال يرثي علي بن أبي طالب ويذكر أنه حمل نعشه في نجران موضع على يومين من الكوفة فقال:
بكيت عليا جهد عيني فلم أجد * على الجهد بعد الجهد ما أستزيدها فما أمسكت مكنون دمعي وما شفت * حزينا ولا تسلى فيرجى رقودها وقد حمل النعش ابن قيس ورهطه * بنجران والأعيان تبكي شهودها على خير من يبكي ويفجع فقده * ويضربن بالأيدي عليه خدودها اه ولا يخفى عدم انطباقه على موضع دفن أمير المؤمنين ع بظهر الكوفة وكان المراد بابن قيس سعيد بن قيس الهمداني ويمكن أن يكون قوله ورهطه بنجران جملة معترضة أو حالية أو مستأنفة وأراد أن رهط سعيد بنجران اليمن لأن همدان من اليمن فتوهم ياقوت أن ورهطه معطوف على سعيد والله أعلم.
عبد الله بن ميمون القداح (1).
تكرر هذا الاسم كثيرا في كتابات مؤرخي الفرق الاسلامية، كما تكرر ذكره في كتب رجال الرواية عند المسلمين الشيعة.
والدور الذي تسنده كتب الفرق إلى ميمون القداح وابنه عبد الله يختلف اختلافا جوهريا عن الدور الذي تسنده إليهما كتب الرجال.
فعبد الله وأبوه ميمون القداح في كتب الفرق متامران على المجتمع الاسلامي واستقراره وأمنه، محرفان للدعوة الاسلامية عقيدة وشريعة وذلك بعقيدة القرامطة ودعوتهم، وبالحركة الباطنية بشكل عام، فهما يبثان العقائد المنحرفة عن الاسلام، وينظمان الخلايا السرية، ويتحركان في رقعة كبيرة من العالم الاسلامي: بين الكوفة والمغرب.
1 الشهرستاني يقرر أن أصل دعوة القرامطة ظهور ميمون القداح.
2 اليماني يقرر أن عبد الله بن ميمون القداح التقى بحمدان قرمط، واتفق وإياه على خطة واحدة ومذهب واحد، واستقل كل واحد منهما بجهة يدعو الناس إلى المذهب الذي اتفقا عليه.
3 البغدادي يقرر أن ميمون كان ممن أسهم في تأسيس الباطنية، التي تقلبت بها الأيام فأثمرت الدولة الفاطمية في المغرب.
وعبد الله وأبوه ميمون في كتب رجال الحديث الشيعة رجلان عاديان لا يبدو أن في حياتهما شيئا مثيرا. فالأب ميمون من أصحاب الإمام زين العابدين علي بن الحسين، والإمام الباقر محمد بن علي، والإمام الصادق جعفر بن محمد. ولم يوثق. والابن عبد الله من أصحاب الإمامين الباقر والصادق. ووصف بأنه ثقة. وله كتابان: مبعث النبي ص وكتاب صفة الجنة والنار. وقد روى الأب وابنه الحديث عن الامامين:
الباقر والصادق.
والذي يبدو لي بعد البحث والمقارنة إن كتاب الفرق لم يكونوا دقيقين في نسبتهم إلى ميمون القداح وابنه عبد الله اشتراكهما في حركات