فما زلت ارثيه وابكي لشجوه * ويسعد عيني دمعها وزفيرها وبكيت من بعد الحسين عصائبا * أطاف به من جانبيه قبورها سلام على أهل القبور بكربلا * وقل لها مني سلام يزورها سلام باصال العشي وبالضحى * تؤديه نكباء الرياح ومورها ولا برح الوفاد زوار قبره * يفوح عليهم مسكها وعبيرها عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عطية بن خدادة بن عوف بن الخزرج الأنصاري المعروف بأبي مسعود البدري.
وفاته في الإصابة: قال خليفة مات سنة 40 وقال المدايني مات سنة 40 قال والصحيح انه مات بعدها فقد ثبت انه أدرك امارة المغيرة على الكوفة وذلك بعد سنة 40 قطعا، قيل مات بالكوفة وقيل بالمدينة اه وفي الاستيعاب مات سنة 41 أو 42 قيل مات أيام علي وقيل بل كانت وفاته بالمدينة في خلافة معاوية وقال ابن الأثير توفي سنة 39 وقيل غير ذلك وانقرض عقبه.
نسبته البدري نسبة إلى بدر المكان الذي كانت فيه الواقعة لأنه كان يسكن بدرا قال ابن الأثير لم يشهد بدرا وانما قيل له بدري لأنه نزل ماء بدر وهو مشهور بكنيته واختلف في شهوده بدرا ففي الإصابة قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب انه لم يشهد بدرا وهو قول ابن إسحاق: كان أبو مسعود أحدث من شهد العقبة سنا ولم يشهد بدرا وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد وقالت طائفة شهد بدرا وبذلك قال البخاري فذكره في البدريين ولا يصح شهوده بدرا. وكان قد نزل الكوفة وسكنها واستخلفه علي في خروجه إلى صفين عليها اه وفي الإصابة اتفقوا على أنه شهد العقبة واختلفوا في شهوده بدرا فقال الأكثر نزلها فنسب إليها وجزم البخاري بأنه شهدها واستدل بأحاديث أخرجها في صحيحه في بعضها التصريح بأنه شهدها وقال أبو عتبة بن سلام ومسلم في الكنى شهد بدرا وقال ابن البرقي لم يذكره ابن إسحاق فيهم وورد في عدة أحاديث انه شهدها وقال الطبراني أهل الكوفة يقولون شهدها ولم يذكره أهل المدينة فيهم وقال ابن سعد عن الواقدي ليس بين أصحابنا اختلاف في أنه لم يشهدها وقيل إنه نزل ماء ببدر فنسب إليه وشهدا أحدا وما بعده ونزل الكوفة وكان من أصحاب علي واستخلفه مرة على الكوفة اه أقول الظاهر أن توهم شهوده بدرا نشأ من نسبته وقول ابن عبد البر في الاستيعاب ان عليا ع استخلفه على الكوفة لما خرج إلى صفين يوافق ما ذكره نصر بن مزاحم في أوائل كتاب صفين لكنه ذكر في اواخره ما يدل على أنه كان معه بصفين لأنه ذكر ان معاوية ارسل إلى جماعة من الأنصار فعاتبهم على شئ بلغه عن قيس بن سعد بن عبادة منهم عقبة بن عمرو أبو مسعود البدري والله أعلم وروى الطبري ان عليا ع لما خرج إلى صفين استخلف على الكوفة أبا مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو. ولكن في النهج قال أبو جعفر الإسكافي كان أبو مسعود الأنصاري منحرفا عن علي واستشهد بعدة روايات فليراجع.
عقدة اسمه محمد سعيد بن عبد الرحمن والد أحمد بن عقدة الحافظ المشهور بابن عقدة ومر في ابنه أحمد بن محمد سبب تلقيبه عقدة ويأتي أيضا في ترجمته.
عقيل بن الحسين بن محمد بن علي بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي ابن أبي طالب ع.
فقيه محدث راوية له: كتاب الصلاة، كتاب مناسك الحج، الأمالي.
السيد عقيل بن زين العابدين بن الحسين بن علوي بن أحمد الجفري العلوي.
كان جده المرحوم السيد علوي بن أحمد أميرا على عسكر اليمن من قبائل يام ويافع فان امراء مكة كان لهم سابقا عسكر خاص بمحافظتهم من قبل امام اليمن فكان السيد علوي الأمير الأكبر عليهم. وهو الذي غزا بني سالم من قبائل حرب مع المرحوم الشريف راجح الشعبري وبني القلاع والحصون بطريق المدينة المنورة واستشهد في غزوة الحزمة مع من استشهد من الاشراف في الدفاع عن المرحوم الشريف سرور بن مساعد أمير مكة.
وقد أثخن السيد علوي بالجراح وحمل على الأعناق وتوفاه الله في وادي نعمان ودفن بمكة بمقبرة العلويين.
وخلف ولدين صغيرين محمدا وحسينا، محمد له عقب بوادي مر الظهران بقرية البرابر ومنهم الآن بمكة أيضا. وتولى الحسين نقابة الطالبيين بمكة ثم تنازل عنها وخلف من الذكور عبد الله وصالح وعقيل وعلي والحسن وعمار وزين العابدين وتفقه زين العابدين على السيد إسحاق بن عقيل بن يحيى العلوي فلما توفي إسحاق رحل لطلب الرزق واشترى مركبا شراعيا سمي فتح المجيد وذلك قبل وجود المراكب البخارية فسافر إلى البصرة وفارس وبندر عباس وأبو شهر وزار العتبات المقدسة.
وفي سنة 1314 تولى نقابة الاشراف بفرمان سلطاني وألزمه عثمان باشا قبولها طوعا أو كرها فقبلها وهو كاره. وقد اعطى له رتبة ووسام مجيدي صنف ثاني، وسبب رده إياها هو ان التولية كانت من عثمان باشا مع أن الشريف قد ولى السيد محضار السقاف وفعلا عزل عثمان السيد محضار فكان ذلك سبب التنافر.
خلف السيد زين العابدين السيد عقيل وهو أكبر أولاده. ولد السيد عقيل بمدينة سورابايا جاوا سنة 1288 وأرسله أبوه إلى مكة سنة 1295 ونشأ بها وحفظ القرآن وهو في العاشرة من عمره وجود القرآن على الشيخ محمد الشربيني وعلى شيخ القراء المرحوم الشيخ يوسف أبو حجر، وقرأ تفسير الجلالين وجامع مسلم وأبي داود والنسائي على الشيخ عبد الرحمن الهندي الحيدرآبادي وعلى شيخ العلماء ومفتي الشافعية وجامع مسلم وأبي داود على الشيخ محمد سعيد بابصيل وقرأ النحو على السيد عمر شطا وعلى الشيخ عبد الرحمن بابصيل ثم قرأ على والده. ثم قرأ على السيد أبي بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الدين في سنغافورا سنة 1317 تفسير الدر المنثور وأمالي الصدوق بن بابويه القمي ومسند النسائي والخصائص وقرأ على تلميذه السيد محمد بن عقيل بن يحيى العلوي ثم تفقه بالعروة الوثقى للسيد كاظم وقلده. ثم في سنة 1320 رحل إلى مكة واجتمع بكثيرين من