توهمها طرفي سماء محاسن * كواكبها البيض الحسان الكواعب فمن ناظر منها على الحسن ناضر * ومن حاجب عن أعين الناس حاجب واهتز شوقا كلما اهتز عطفها * كما اهتز مرتاح من الراح شارب أجارتنا هل تنجزين مواعدا * تصدق فيهن الأماني الكواذب أجوب الفلا شرقا وشوقي مغرب * ففي الغرب لي قلب وفي الشرق قالب وله متغزلا:
بدت تختال مسفرة دلالا * فأخجلت الغزالة والغزالا ومن سكر الشباب تهز قدا * كغصن ألبان لينا واعتدالا وفي الخدين نار من رآها * يجد بين الضلوع لها اشتعالا لئن ضاقت معاضدها عليها * فان وشاحها في الخصر جالا دبتنا والحميا والمحيا * نرى بهما الكواكب والهلالا وله يرثي العباس ابن أمير المؤمنين علي ع:
أبا الفضل يا من أسس الفضل والإبا * أبي الفضل الا ان تكون له أبا تطلبت أسباب العلى فبلغتها * وما كل ساع بالغ ما تطلبا ودون احتمال الضيم عزا ومنعة * تخيرت أطراف الأسنة مركبا لقد خضت تيار المنايا بموقف * تخال به برق المنية خلبا وفيت بعهد المشرفية في الوغى * ضرابا وما أبقيت للسيف مضربا وليث وغى يأبى سوى شجر القنا * لدى الروع غابا والمهند مخلبا وتحسب في ليل القتام حسامه * لرجم شياطين الفوارس كوكبا يذكرهم باس الوصي وكلما * رمى موكبا بالعزم صادم موكبا ولما أبت ان يشرب الماء طيبا * أمية لا ذاقت من الماء طيبا جلا ابن جلاليل القتام كأنه * صباح هدى جلى من الشرك غيهبا وقفت بمستن النزال ولم تجد * سوى الموت في الهيجا عن الضيم مهربا إلى أن وردت الموت والموت عادة * لكم عرفت تحت الأسنة والظبا ولا عيب في الحر الكريم إذا قضى * بحد الظبا حرا كريما مهذبا رعى الله جسما بالسيوف موزعا * وقلبا على حر الظما متقلبا ورأس فخار سيم خفضا فما ارتضى * سوى الرفع فوق السمهرية منصبا عجبت لسيف قد نبا بعد ما مضى * فراعا ولولا قدرة الله ما نبا وطرف على قد أحرز السبق في الوغى * كباليته في عرصة الصف لا كبا وزند خبا من بعد ما أضرم الوغى * وأورى ضراما في حشى الدين ما خبا بنفسي الذي واسى أخاه بنفسه * وقام بما سن الاخاء وأوجبا رنا ظاميا والماء يلمع طاميا * وصعد أنفاسا بها الدمع صوبا وما همه الا تعطش صبية * إلى الماء أوراها الأوام تلهبا على قربه منها تناءى وصوله * وابعد ما ترجو الذي كان أقربا ولم انسه والماء ملء مزاده * يقلب طرف الطرف شرقا تصافحه بيض الصفاح دواميا * وتعدو على أشلائه الخيل شزبا وما ذاق طعم الماء وهو بقربه * ولكن رأى المنية أعذبا مصاب لوى عليا نزار بن غالب * وخطب كسا ذلا نزارا ويعربا وروع قلب المصطفى ووصيه * وضعضع ركن البيت شجوا ويثربا وللخفرات الفاطميات عولة * وقد شرق الحادي بهن وغربا لها الله إذ تدعو أباها وجدها * فلم تر لا جدا لديها ولا أبا مضت بالهدى في شهر عاشور نكبة * لديها العقول العشر تقضي تعجبا وله يرثي الشيخ جعفر محمد بن علي بن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء:
خلت المدارس يوم خف مقيمها * وعفت هناك طلولها ورسومها وا حسرة الاسلام بعد محمد * لما عراه من الخطوب عظيمها قد أمحلت أرض العراق وكم غدا * يزهو بواكب راحتيك أديمها يا كافل الأيتام بعدك من ترى * يأوي إليه من الأنام يتيمها هذي حدود الله أن تك عطلت * فالله بالمهدي سوف يقيمها أيشاد ركن العلم فيك وانما * نادى المؤرخ فيك غاب عليمها وكانت للشيخ جابر الكاظمي الشاعر المشهور بنت صغيرة يحبها كثيرا فتوفيت فقال السيد راضي يرثيها:
أقول لجابر صبرا جميلا * ستجزى الاجر بالصبر الجميل فتاة كالزهور سنا أضاءت * فغالتها النوائب بالأفول تطول على الخطوب إذا المت * بياع للعزائم مستطيل لفرقة نبعة طابلت فروعا * كذا طيب الفروع من الأصول ويا عضبا يمانيا صقيلا * أحد من اليماني الصقيل تعز وصر أشد الناس صبرا * أخاثقة لدى الخطب الجليل فحكم الموت في الأيام جار * بكل الخلق جيلا بعد جيل وما فقد البنات أراه إلا * من الفضل الجزيل من الجليل وما عهدي بأنك للرزايا * تطأطئ ضارعا شبه الذليل وكتب إلى عبد الباقي العمري:
فسل فصحاء هذا العصر عني * انا ابن جلا الفصاحة والكمال وقومي في القبائل خير قوم * وآل المصطفى المختار آلي وقال وهو في تبريز في مرضه الذي توفي فيه:
إليك ذنوبي مثل سبعة أبحر * ولكنها في بحر عفوك كالبلل ولولا اعتقادي ان فضلك واسع * وأنت كريم ما قدمت على زلل مناظر أدبية خيالية ذكر السيد حيدر الحلي في كتابه الذي ألفه في مدائح الحاج محمد صالح كبة البغدادي ان الشيخ حسن بن محمد صالح الفلوجي الحلي حضر يوما في بغداد بمجلس الحاج عيسى والحاج احمد ولدي الحاج أمين وكان في المجلس السيد راضي ابن السيد صالح القزويني فجرى ذكر الشعراء والأدباء حتى انتهى الكلام إلى أدباء الحلة فهضم الحاج عيسى وأخوه الحاج أحمد من جانبهم فتشاجر معهما الشيخ حسن فأنشأ السيد راضي في مدح الجوادين ع مرتجلا:
موسى بن جعفر والجواد * ومن هما سر الوجود هذا غياث الخائفين * وذاك غيث للوفود ملكا الوجود فطوقا * بالجود عاطل كل جيد وقال للشيخ حسن ان كان ما تدعيه حقا فليشطروا أو يخمسوا هذه الأبيات فأرسلها الشيخ حسن إلى الحلة وكتب معها وأشار بعرض ذلك على السيد مهدي ابن السيد داود عم السيد حيدر فزاد السيد مهدي على كل واحد من الأبيات حتى أخرجها عن وزنها ونسبها إلى بعض أدباء الحلة وأظهر ان السيد راضي قد سرقها من ناظمها ونقص من كل بيت منها حتى