منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ١ - الصفحة ٢٣١
ومنها: أن الزمان على قسمين:
أحدهما: ما ينطبق على الحركة القطعية، والاخر ما ينطبق على الحركة التوسطية، والمتصرم الذي لا يتصور فيه النزاع هو الأول دون الثاني، لأنه عبارة عن مجموع الآنات المتخللة بين المبدأ والمنتهى كطلوع الشمس وغروبها أو غروبها وطلوعها التي يعبر عنها في الأول بالنهار وفي الثاني بالليل، وبهذا الاعتبار الموجب للوحدة يصح الاستصحاب في الزمان وغيره من التدريجيات على ما يأتي في بحث الاستصحاب إن شاء الله تعالى، وعليه فإذا اتصف جز من أجزاء النهار أو الليل بعرض كقتل أو شتم أو غيرهما صح أن يقال بلحاظ ذلك الجز:
اليوم يوم القتل أو الشتم، مع أن الان المتصف بذلك العرض قد تصرم وانعدم.
وبالجملة: ففي الحركة التوسطية يكون مجموع الزمان المتخلل بين المبدأ والمنتهى فردا واحدا من أفراد الزمان كفردية زيد مثلا لطبيعي الانسان، فكما يصح جري المشتق عليه بلحاظ تلبسه بعرض متأصل أو اعتباري بعد انقضاء العرض عنه كأن يقال: زيد شارب بعد انقضاء الشرب عنه، فكذلك الزمان بالتقريب المتقدم آنفا، فليس اسم الزمان خارجا عن نزاع المشتق، هذا. وفيه: أن هذا الجواب أخص من المدعى - وهو مطلق اسم الزمان مشتقا كان أم جامدا -، وذلك لاختصاصه بالجوامد كالنهار والليل والأسبوع والشهر و نحوها من الأزمنة المحدودة بحدين، لان الحركة التوسطية ملحوظة فيها، لكونها بين المبدأ والمنتهى كما بين الهلالين في الشهر، وما بين الطلوع والغروب وبالعكس في النهار والليل، فإن اتصاف جز من الأزمنة المتخللة بين الحدين بعرض يكون كاتصاف زيد بمبدأ عرضي