ونعني بكلية النتيجة هو اعتبار الظن مطلقا في أي مسألة من المسائل، ومن أي سبب حصل، وأي مرتبة من الظن كان. ويقابله إهمال النتيجة، إما مطلقا من حيث المرتبة والسبب والمسألة، وإما في الجملة وبالنسبة إلى بعض هذه الجهات.
والوجوه المحتملة ثلاثة: الأول: كون النتيجة كلية مطلقا. الثاني:
كونها مهملة مطلقا. الثالث: التفصيل بين المرتبة فالنتيجة مهملة وبين السبب والمورد فالنتيجة كلية، أو التفصيل بين السبب والمورد، فبالنسبة إلى السبب كلية وبالنسبة إلى المورد مهملة، على ما سيأتي تفصيل ذلك كله (إن شاء الله تعالى).
وينبغي أن يعلم أولا: أن المقصود من كون النتيجة مهملة، هو أن ما تقتضيه مقدمات الانسداد أولا وبالذات ليس إلا قضية جزئية (1) وهي اعتبار الظن في الجملة في بعض الموارد، أو بعض المراتب، أو من بعض الأسباب، وتعيين النتيجة من حيث العموم والمخصوص بالنسبة إلى هذه الأمور لابد وأن يكون بمعين آخر غير تلك المقدمات الأولية التي مهدت لاستنتاج اعتبار الظن.
وليس المقصود من إهمال النتيجة كونها مهملة إلى الآخر من دون أن يكون لها معين، فان ذلك يلزم لغوية دليل الانسداد (2) وهو واضح.
وإلى ذلك يرجع ما اشتهر في الألسن: من كون الطريق قد يكون واصلا بنفسه وقد يكون واصلا بطريقه، فان معنى كون الطريق واصلا بنفسه:
هو أنه لا يحتاج في استنتاج النتيجة وتعيينها إلى مقدمة خارجية أخرى وراء مقدمات الانسداد (3) ومعنى كون الطريق واصلا بطريقه: هو أنه لا تكفى تلك