ومن السنة طوائف:
منها: أخبار التوقف كقوله - عليه السلام - " الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة " (1) وهي كثيرة مستفيضة، بل تبلغ حد التواتر، وظاهر التوقف هو السكون وعدم الحركة فالتوقف في الشبهات عبارة عن الاحتياط فيها وترك المضي فيها.
ومنها: الأخبار الدالة على وجوب الاحتياط، وهي كثيرة أيضا تبلغ حد الاستفاضة، ففي الصحيح: عن رجلين أصابا صيدا وهما محرمان الجزاء بينهما أو على كل واحد منهما جزاء؟ قال لا، بل عليهما أن يجزى كل واحد منهما الصيد، قلت: إن بعض أصحابنا سألني عن ذلك فلم أدر ما عليه، فقال: إذا أصبتم مثل هذا فلم تدروا فعليكم بالاحتياط حتى تسئلوا عنه فتعلموا (2) وفي موثقة عبد الله، قال: كتبت إلى العبد الصالح - عليه السلام - يتوارى القرص ويقبل الليل ثم يزيد الليل ارتفاعا وتستتر عين الشمس ويرتفع فوق الجبل حمرة ويؤذن عندنا المؤذنون فأصلي حينئذ وأفطر إن كنت صائما أو أنتظر حتى تذهب الحمرة التي فوق الليل [الجبل] فكتب إلى: أرى لك أن تنتظر حتى تذهب الحمرة وتأخذ بالحائط لدينك، الخبر (3) وعن " المفيد الثاني " قال: إن أمير المؤمنين - عليه السلام - قال لكميل بن زياد: أخوك دينك فاحتط لدينك بما شئت.
وقوله - عليه السلام - ليس بناكب عن الصراط من سلك سبيل الاحتياط (5).