باب الخصومة (1) كما عليه الفتوى في باب خيار العيب والتقويم وغير ذلك.
وأما الصغرى: (وهي كون اللغوي من أهل الخبرة بمعاني الألفاظ وتعيين حقايقها ومجازاتها) فللمنع عنه مجال، لأن أهل اللغة شأنهم بيان موارد الاستعمالات، وتشخيص مواردها لا يحتاج إلى إعمال الحدس والرأي بل هو من الأمور الحسية. نعم: في استخراج المعنى الموضوع له من بين المعاني المستعمل فيها اللفظ قد يحتاج إلى إعمال نحو من الرأي والاجتهاد، وبهذا الاعتبار يمكن اندراج قول اللغوي في ضابط أهل الخبرة، إلا أن الغالب في اللغة هو بيان موارد الاستعمالات، مع أنه لو فرض أنه عين المعنى الموضوع له ففي حصول الوثوق من قول لغوي واحد محل منع.
فالإنصاف: أن كون اللغوي من أهل الخبرة واعتبار قوله لذلك دون إثباته خرط القتاد!
وقد يستدل أيضا على اعتبار قول اللغوي بالانسداد الصغير، كما قربه الشيخ (قدس سره) بعد ما منع عنه أولا.
ولا يخفى: أن انسداد باب العلم في بعض الموضوعات التي يتوقف عليه العلم بالحكم إن أوجب انسداد باب العلم في معظم الأحكام بحيث استلزم منه الخروج عن الدين أو العسر والحرج عند إعمال الأصول النافية أو العمل بالاحتياط، فهو يرجع إلى الانسداد الكبير، كما لو فرض انسداد باب العلم بوثاقة الرواة وانحصر الطريق بالظنون الحاصلة من توثيقات أهل الرجال، فان انسداد باب العلم في ذلك يوجب انسداد باب العلم في معظم الأحكام، لأن غالب الأحكام إنما تثبت بأخبار الآحاد، فانسداد باب العلم بوثاقة الرواة