أداء الواقع، إلا أن نقول: إن العلم مما تناله يد الجعل الشرعي وأن وادى الفراغ والامتثال مما يقبل الحكم المولوي، فتصح دعوى أنه مع العلم بأداء الواقع للشارع الحكم بفراغ الذمة.
وأما المقدمة الثانية: فجعل الطريق في عرض الواقع وأن المكلف مخير بين تحصيل العلم بأداء الواقع وبين العمل بالطريق واضح الفساد، فان الطريق ليس أمرا مغايرا للواقع وفي عرضه، بل ليس مفاد جعل الطريق سوى كون مؤداه هو الواقع بالجعل والتعبد الشرعي، فان معنى كون الشئ طريقا هو أن ما يحكى عنه هو الواقع، كما تقدم بيان ذلك بما لا مزيد عليه في أول مبحث الظن.
ولقد أجاد الشيخ (قدس سره) في المقام من قوله: " إن تفريغ الذمة عما اشتغلت به، إما بفعل نفس ما أراده الشارع في ضمن الأوامر الواقعية (1)