يستلزم انسداد باب العلم في معظم الأحكام ويرجع إلى الانسداد الكبير، وسيأتي البحث عنه.
وإن كان انسداد باب العلم في بعض ما يتوقف عليه العلم بالحكم لا يوجب انسداد باب العلم في معظم الأحكام وإن استلزم انسداد باب العلم في جملة من الأحكام بحيث لا يلزم من الرجوع إلى الأصول والعمل بالاحتياط فيه محذور الخروج عن الدين أو العسر والحرج، فهذا الانسداد مما لا أثر له ولا يوجب اعتبار الظن المطلق في تلك الأحكام، بل لابد من الأخذ بالقواعد.
وحينئذ ينبغي البحث عن أن انسداد باب العلم بتفاصيل اللغات هل يوجب انسداد باب العلم بمعظم الفقه أولا؟ الإنصاف: انه لا يوجب ذلك، لأن الحاجة إلى قول اللغوي أقل قليل، فان الغالب انفتاح باب العلم بمعاني الألفاظ، فعدم العمل بالظن فيما لا يعلم والأخذ بالاحتياط لا يوجب المحذور المذكور والألفاظ التي ذكرها الشيخ (قدس سره) من انسداد باب العلم فيها - مع أنها ليست بتلك المثابة من الكثرة - أغلبها يكون لمعانيها قدر متيقن معلوم، والزائد المشكوك ليس بشئ يقتضى انسداد باب العلم بمعظم الفقه، وسيأتي لذلك مزيد توضيح في مبحث الانسداد.
وينبغي ختم الكلام في باب الظواهر بالتنبيه على أمور:
الأول: لو حصل الوثوق من قول اللغوي بمعنى اللفظ، فهل يصير ذلك منشأ لظهور اللفظ في المعنى كما لو حصل العلم به؟ أو أنه لا يصير منشأ لذلك، بل أقصاه أن يكون ذلك من الظن الخارجي الذي يوجب الظن بالحكم؟
الأقوى أنه يصير منشأ للظهور (1) وليس من الأمور الخارجية التي لا