والرابع: تهلك، روي عن ابن عباس أيضا.
والخامس: تحبس وتؤخذ، قاله قتادة، وابن زيد.
والسادس: تجزي، قاله ابن السائب، والكسائي.
والسابع: ترتهن، قاله الفراء. وقال أبو عبيدة: ترتهن وتسلم، وأنشد:
هنالك لا أرجو حياة تسرني * سمير الليالي مبسلا بالجرائر سمير الليالي: أبد الليالي. فأما الولي: فهو الناصر الذي يمنعها من عذاب الله. والعدل:
الفداء. قال ابن زيد: وإن تفتد كل فداء لا يقبل منها. فأما الحميم، فهو الماء الحار. قال ابن قتيبة: ومنه سمي الحمام.
قل أندعوا من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدي الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين (71) وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون (72) قوله تعالى: (قل أندعوا من دون الله) أي: أنعبد مالا يضرنا إن لم نعبده، ولا ينفعنا إن عبدناه، وهي الأصنام. (ونرد على أعقابنا) أي: نرجع إلى الكفر (بعد إذ هدانا الله) إلى الإسلام، فنكون (كالذي استهوته الشياطين). وقرأ حمزة: " استهواه الشياطين "، على قياس قراءته: (توفاه رسلنا). وفي معنى " استهوائها " قولان:
أحدهما: أنها هوت به وذهبت، قاله ابن قتيبة. وقال أبو عبيدة: تشبه له الشياطين، فيتبعها حتى تهوي به في الأرض، فتضله.
والثاني: زينت له هواه، قاله الزجاج. قال: و " حيران " منصوب على الحال، أي: استهوته في حال حيرته. قال السدي: قال المشركون للمسلمين: اتبعوا سبيلنا، واتركوا دين محمد، فقال تعالى: (قل أندعو من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرنا، ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله) فنكون كرجل كان مع قوم على طريق، فضل، فخيرته الشياطين، وأصحابه على الطريق يدعونه: يا فلان هلم إلينا، فإنا على الطريق، فيأبى. وقال ابن عباس: نزلت هذه الآية في عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، دعاه أبوه وأمه إلى الإسلام فأبى. قال مقاتل: والمراد بأصحابه: أبواه.
قوله تعالى: (قل إن هدى الله هو الهدى) هذا رد على من دعا إلى عبادة الأصنام، وزجر