من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين (16) قوله تعالى: (من يصرف عنه) قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص عن عاصم (من يصرف) بضم الياء وفتح الراء، يعنون: العذاب. وقرأ حمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم (يصرف) بفتح الياء وكسر الراء، الضمير قوله: (إن عصيت ربي)، ومما يحسن هذه القراءة قوله [تعالى]: (فقد رحمه)، فقد اتفق إسناد الضميرين إلى اسم الله عز وجل، ويعني بقوله: (يصرف) العذاب (يومئذ)، يعني يوم القيامة، (وذلك) يعني: صرف العذاب.
وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير (17) قوله تعالى: (وإن يمسسك الله بضر) الضر: اسم جامع لكل ما يتضرر به الإنسان، من فقر، ومرض وغير ذلك، والخير: اسم جامع لكل ما ينتفع به الإنسان. وللمفسرين في الضر والخير قولان:
أحدهما: أن الضر: السقم، والخير: العافية.
والثاني: أن الضر: الفقر، والخير: الغنى.
وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير (18) قوله تعالى: (وهو القاهر فوق عباده) القاهر: الغالب، والقهر: الغلبة. والمعنى: أنه قهر الخلق فصرفهم على ما أراد طوعا وكرها، فهو المستعلي عليهم، وهم تحت التسخير والتذليل.
قل أي شئ أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد قل إنما هو إله واحد وإنني برئ مما تشركون (19) قوله تعالى: (قل أي شئ أكبر شهادة) سبب نزلها: أن رؤساء مكة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد، ما نرى أحدا يصدقك بما تقول، ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى، فزعموا أنه