والخامس: فما كانوا ليؤمنوا بعد رؤية المعجزات والعجائب بما كذبوا قبل رؤيتها.
وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين (102) قوله تعالى: (وما وجدنا لأكثرهم) قال مجاهد: يعني: القرون الماضية. (من عهد) قال أبو عبيدة:
أي: وفاء. قال ابن عباس: يريد الوفاء بالعهد الذي عاهدهم حين أخرجهم من صلب آدم. وقال الحسن: العهد هاهنا: ما عهده إليهم مع الأنبياء أن لا يشركوا به شيئا.
قوله تعالى: (وإن وجدنا) قال أبو عبيدة: وما وجدنا أكثرهم إلا الفاسقين.
ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملائه فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين (103) وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين (104) حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل (105) قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين (106) فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين (107) قوله تعالى: (ثم بعثنا من بعدهم) يعني: الأنبياء المذكورين.
قوله تعالى: (فظلموا بها) قال ابن عباس: فكذبوا بها. وقال غيره: فجحدوا بها.
قوله تعالى: (حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق) " على " بمعنى الباء. قال الفراء:
العرب تجعل الباء في موضع " على "، تقول: رميت بالقوس، وعلى القوس، وجئت بحال حسنة، وعلى حال حسنة. وقال أبو عبيدة: " حقيق " بمعنى: حريص. وقرأ نافع، وأبان عن عاصم:
(حقيق علي) بتشديد الياء وفتحها، على الإضافة. والمعنى: واجب علي.
قوله تعالى: (قد جئتكم ببينة) قال ابن عباس: يعني العصا. (فأرسل معي بني إسرائيل) أي: أطلق عنهم، وكان قد استخدمهم في الأعمال الشاقة. (فإذا هي ثعبان مبين) قال أبو عبيدة:
أي: حية ظاهرة. قال الفراء: الثعبان: أعظم الحيات، وهو الذكر. وكذلك روى الضحاك عن ابن عباس: الثعبان: الحية الذكر.
ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين (108) قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون (110) قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين