قوله تعالى: (انظروا إلى ثمره) قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم:
(انظروا إلى ثمره)، و (كلوا من ثمره)، و (ليأكلوا من ثمره): بالفتح في ذلك. وقرأ حمزة.
والكسائي، وخلف: بالضم فيهن. قال الزجاج: يقال: ثمرة، وثمر، وثمار، وثمر، فمن قرأ: " إلى ثمر " بالضم أراد جمع الجمع. وقال أبو علي: يحتمل وجهين:
أحدهما: هذا، وهو أن يكون الثمر جمع ثمار، والثاني: أن تكون الثمر جمع ثمرة، وكذلك: أكمة، وأكم، وخشبة وخشب. قال الفراء:
يقول: انظروا إليه أول ما يعقد، وانظروا إلى ينعه، وهو نضجه وبلوغه. وأهل الحجاز يقولون: ينع، بفتح الياء، وبعض أهل نجد يضمونها. قال ابن قتيبة: يقال: ينعت الثمر، وأينعت: إذا أدركت، وهو الينع والينع. وقرأ الحسن، ومجاهد، وقتادة، والأعمش، وابن ميصن: " وينعه " بضم الياء.
قال الزجاج: الينع: النضج. قال الشاعر:
في قباب حول دسكرة * حولها الزيتون قد ينعا وبين الله تعالى لهم بتصريف ما خلق، ونقله من حال إلى حال لا يقدر عليه الخلق، أنه كذلك يبعثهم.
قوله تعالى: (إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون) قال ابن عباس: يصدقون أن الذي أخرج هذا النبات قادر على أن يحيي الموتى. وقال مقاتل يصدقون بالتوحيد.
وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون (100) قوله تعالى: (وجعلوا لله شركاء الجن) جعلوا، بمعنى وصفوا. قال الزجاج: نصب " الجن " من وجهين:
أحدهما: أن يكون مفعولا، فيكون المعنى: وجعلوا لله الجن شركاء، ويكون الجن مفعولا ثانيا، كقوله تعالى: (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا).
والثاني: أن يكون الجن بدلا من شركاء، ومفسرا للشركاء. وقرأ أبو المتوكل، وأبو عمران، وأبو حيوة، والجحدري: (شركاء الجن) " برفع النون، وقرأ ابن أبي عبلة، ومعاذ القارئ:
" الجن " بخفض النون. وفي معنى جعلهم الجن شركاء ثلاثة أقوال:
أحدها: أنهم أطاعوا الشياطين في عبادة الأوثان، فجعلوهم شركاء لله، قاله الحسن، والزجاج.