أحدها: شكا ونفاقا، لأنهم كانوا يحسبون أنهم محسنون في بنائه، قاله ابن عباس، وابن زيد.
والثاني: حسرة وندامة، لأنهم ندموا على بنائه، قاله ابن السائب ومقاتل.
والثالث: أن المعنى: لا يزال هدم بنيانهم حزازة وغيظا في قلوبهم، قاله السدي، والمبرد.
قوله تعالى: (إلا أن تقطع قلوبهم) قرأ الأكثرون: " إلا " وهو حرف استثناء. وقرأ يعقوب " إلى أن " فجعله حرف جر. وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: " تقطع " بضم التاء. وقرأ ابن عامر، وحمزة، وحفص عن عاصم: " تقطع " بفتح التاء. ثم في المعنى قولان:
أحدهما: إلا أن يموتوا، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة في آخرين.
والثاني: إلا أن يتوبوا توبة تتقطع بها قلوبهم ندما وأسفا على تفريطهم، ذكره الزجاج.
* إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم (111) قوله تعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم) سبب نزولها أن الأنصار لما بايعت رسول الله ليلة العقبة وكانوا سبعين رجلا، قال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت، فقال " أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم "، قالوا: فإذا فعلنا ذلك، فما لنا؟ قال: " الجنة " قالوا: ربح البيع، لا نقيل ولا نستقيل، فنزلت (إن الله اشترى...) الآية، قاله محمد بن كعب القرظي. فأما اشتراء النفس، فبالجهاد.
وفي اشتراء الأموال وجهان:
أحدها: بالإنفاق في الجهاد.
والثاني: بالصدقات. وذكر الشراء ها هنا مجاز، لأن المشتري حقيقة هو الذي لا يملك