والثاني: أنهم قريش، قاله السدي.
والثالث: أمة النبي صلى الله عليه وسلم، قاله الحسن.
قوله تعالى: (فقد وكلنا بها) قال أبو عبيدة: فقد رزقناها قوما. وقال الزجاج: وكلنا بالإيمان بها قوما. وفي هؤلاء القوم أربعة أقوال:
أحدها: أنهم أهل المدينة من الأنصار، قاله ابن عباس، وابن المسيب، وقتادة، والسدي.
والثاني: الأنبياء والصالحون، قاله الحسن. وقال قتادة: هم النبيون الثمانية عشر، المذكورون في هذا المكان، وهذا اختيار الزجاج، وابن جرير.
والثالث: أنهم الملائكة، قاله أبو رجاء.
والرابع: أنهم المهاجرون والأنصار.
أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسئلكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين (90) قوله تعالى: (أولئك الذين هدى الله) يعني النبيين المذكورين.
وفي قوله تعالى: (فبهداهم اقتده) قولان:
أحدهما: بشرائعهم وبسننهم فاعمل، قاله ابن السائب.
والثاني: اقتد بهم في صبرهم، قاله الزجاج. وكان ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وعاصم، يثبتون الهاء من قوله: " اقتده " في الوصل ساكنة. وكان حمزة، والكسائي وخلف، ويعقوب، والكسائي عن أبي بكر، واليزيدي في اختياره، يحذفون الهاء في الوصل. ولا خلاف في إثباتها في الوقف، وإسكانها فيه.
قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا) يعني على القرآن. والذكرى: العظة. والعالمون هاهنا: الجن والإنس.
وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون (91) قوله تعالى: (وما قدروا الله حق قدره) في سبب نزولها سبعة أقوال: