إسحاق. وقال أبو عبيدة: الأسباط: قبائل بني إسرائيل، واحدهم: سبط. ويقال: من أي سبط أنت؟ أي: من أي قبيلة وجنس؟
قوله تعالى: (فانبجست منه) قال ابن قتيبة: انفجرت، يقال: تبجس الماء، كما يقال:
تفجر، والقصة مذكورة في سورة (البقرة).
قوله تعالى: (نغفر لكم خطاياكم) قرأ ابن كثير، وعاصم، وحمزة، والكسائي: " نغفر لكم خطيئاتكم " بالتاء مهموزة على الجمع. وقرأ أبو عمرو " نغفر لكم خطاياكم " مثل: قضاياكم، ولا تاء فيها. وقرأ نافع " تغفر " بالتاء مضمومة " خطيئاتكم " بالهمز وضم التاء، على الجمع، وافقه ابن عامر في " تغفر " بالتاء المضمومة، لكنه قرأ " خطيئتكم " على التوحيد.
وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون (163) قوله تعالى: (واسألهم) يعني أسباط اليهود، وهذا سؤال تقرير وتوبيخ يقررهم على قديم كفرهم، ومخالفة أسلافهم الأنبياء، ويخبرهم بما لا يعلم إلا بوحي. وفي القرية خمسة أقوال:
أحدها: أنها أيلة، رواه مرة عن ابن مسعود، وأبو صالح عن ابن عباس، وبه قال الحسن، وسعيد بن جبير، وقتادة، والسدي.
والثاني: أنها مدين، رواه عكرمة عن ابن عباس.
والثالث: أنها ساحل مدين، روي عن قتادة.
والرابع: أنها طبرية، قاله الزهري. والخامس: أنها قرية يقال لها: مقنا، بين مدين وعينونا، قاله ابن زيد. ومعنى (حاضرة البحر) مجاورة البحر وبقربه وعلى شاطئه. (إذ يعدون) قال الزجاج: أي يظلمون، يقال: عدا فلان يعدو عدوانا وعداء وعدوا وعدوا: إذا ظلم، وموضع " إذ " نصب، والمعنى: سلهم عن وقت عدوهم في السبت. (إذ تأتيهم حيتانهم) في موضع نصب أيضا ب " يعدون " والمعنى: سلهم إذ عدوا في وقت الإتيان. (شرعا) أي: ظاهرة. (كذلك نبلوهم) أي: مثل هذا الاختبار الشديد نختبرهم بفسقهم. ويحتمل على بعد أن يكون المعنى (ويوم لا يسبتون لا تأتيهم) كذلك، أي:
لا تأتيهم شرعا، ويكون (نبلوهم) مستأنفا. وقرأ الأعمش، وأبان، والمفضل عن عاصم:
" يسبتون " بضم الياء.