الغرم: ما يلزم أداؤه، والغرام: اللازم، وسمي الغريم لإلحاحه. وقال غيره: وفي الالتزام مالا يلزم.
قوله تعالى: (ويتربص) أي: وينتظر (بكم الدوائر) أي: دوائر الزمان بالمكروه، بالموت، أو القتل، أو الهزيمة. وقيل: ينتظر موت الرسول وظهور المشركين.
قوله تعالى: (عليهم دائرة السوء) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو بضم السين. وقرأ نافع، وعاصم وابن عامر، وحمزة، والكسائي: " السوء " بفتح السين، وكذلك قرؤوا في سورة (الفتح)، والمعنى عليهم يعود ما ينتظرونه لك من البلاء. قال الفراء: وفتح السين من السوء هو وجه الكلام. فمن فتح أراد المصدر من: سؤته سوءا ومساءة ومن رفع السين، جعله اسما، كقولك:
عليهم دائرة البلاء والعذاب. لا يجوز ضم السين في قوله [تعالى]: (ما كان أبوك امرأ سوء) ولا في قوله [تعالى]: (وظننتم ظن السوء) لأنه ضد لقولك: رجل صدق. وليس للسوء هاهنا معنى في عذاب ولا بلاء، فيضم.
ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم (99) قوله تعالى: (ومن الأعراب من يؤمن بالله) قال ابن عباس: وهم من أسلم من الأعراب، مثل جهينة، وأسلم، وغفار.
وفي قوله [تعالى]: (ويتخذ ما ينفق) قولان:
أحدهما: في الجهاد.
والثاني: في الصدقة. فأما القربات، فجمع قربة، وهي: ما يقرب العبد من رضى الله ومحبته. قال الزجاج: وفي القربات ثلاثة أوجه: ضم الراء، وفتحها، وإسكانها. وفي المراد بصلوات الرسول قولان:
أحدهما: استغفاره، قاله ابن عباس.
والثاني: دعاؤه، قاله قتادة، وابن قتيبة، والزجاج، وأنشد الزجاج:
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي * نوما، فإن لجنب المرء مضطجعا قال: إن شئت قلت: مثل الذي، ومثل الذي، فالأول أمر لها بالدعاء، كأنه قال: ادعي لي مثل الذي دعوت. والثاني بمعنى: عليك مثل هذا الدعاء.