مشتق من السحق وهو البعد.
قوله تعالى: (إنكم لتأتون الرجال) هذا استفهام إنكار. والمسرف: المجاوز ما أمر به.
وقوله تعالى: (أخرجوهم من قريتكم) يعني: لوطا وأتباعه المؤمنين (إنهم أناس يتطهرون) قال ابن عباس: يتنزهون عن أدبار الرجال وأدبار النساء.
فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين (83) وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين (84) قوله تعالى: (فأنجيناه وأهله) في أهله قولان:
أحدهما: ابنتاه.
والثاني: المؤمنون به. (إلا امرأته كانت من الغابرين) أي: الباقين في عذاب الله تعالى.
قال أبو عبيدة: وإنما قال: " من الغابرين " لأن صفة النساء مع صفة الرجال تذكر إذا أشرك بينهما.
قوله تعالى: (وأمطرنا عليهم مطرا) قال ابن عباس: يعني: الحجارة. قال مجاهد: نزل جبريل، فأدخل جناحه تحت مدائن قوم لوط، ورفعها، ثم قلبها، فجعل أعلاها أسفلها، ثم أتبعوا بالحجارة.
وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين (85) قوله تعالى: (وإلى مدين) قال قتادة: مدين: ماء كان عليه قوم شعيب، وكذلك قال الزجاج، وقال: لا ينصرف، لأنه اسم البقعة. وقال مقاتل: مدين: هو ابن إبراهيم الخليل لصلبه. وقال أبو سليمان الدمشقي: مدين: هو ابن مديان بن إبراهيم، والمعنى: أرسلنا إلى ولد مدين، فعلى هذا: هو اسم قبيلة. وقال بعضهم: هو اسم للمدينة. فالمعنى: وإلى أهل مدين.
قال شيخنا أبو منصور اللغوي: مدين اسم أعجمي. فإن كان عربيا، فالياء زائدة، من قولهم:
مدن بالمكان: إذا أقام به.
قوله تعالى: (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) قال الزجاج: البخس: النقص والقلة، يقال: