قوله تعالى: (ما عندي ما تستعجلون به) أي: ما بيدي. وفي الذي استعجلوا به قولان:
أحدهما: أنه العذاب، قاله ابن عباس، والحسن.
والثاني: أنه الآيات التي كانوا يقترحونها، ذكره الزجاج.
قوله تعالى: (إن الحكم إلا لله) فيه قولان:
أحدهما: أنه الحكم الذي يفصل به بين المختلفين بإيجاب الثواب والعقاب.
والثاني: أنه القضاء بإنزال العذاب على المخالف.
قوله تعالى: (يقص الحق) قرأ ابن كثير، وعاصم، ونافع " يقص الحق " بالصاد المشددة، من القصص، والمعنى: أن كل ما أخبر به فهو حق. وقرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: " يقضي الحق " من القضاء، والمعنى: يقضي القضاء الحق.
قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين (58) قوله تعالى: (قل لو أن عندي ما تستعجلون به) أي: من العذاب (لقضي الأمر بيني وبينكم) قال ابن عباس: يقول: لم أمهلكم ساعة، ولأهلكتكم.
قوله تعالى: (والله أعلم بالظالمين) فيه قولان:
أحدهما: أن المعنى: إن شاء عاجلهم، وإن شاء أخر عقوبتهم.
والثاني: أعلم بما يؤول إليهم أمرهم، وأنه قد يهتدي منهم قوم، ولا يهتدي آخرون، فلذلك يؤخرهم.
* وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين (59) قوله تعالى: (وعنده مفاتح الغيب) قال ابن جرير: المفاتح: جمع مفتح، ومفتاح، فمن قال: مفتح، جمعه: مفاتح. ومن قال: مفتاح، جمعه: مفاتيح. وفي " مفاتح الغيب " سبعة أقوال: