بخست أبخس، بالسين، وبخصت عينه، بالصاد لا غير. (ولا تفسدوا في الأرض) أي: لا تعملوا فيها بالمعاصي بعد أن أصلحها الله بالأمر بالعدل، وإرسال الرسل.
قوله تعالى: (إن كنتم مؤمنين) أي: مصدقين بما أخبرتكم عن الله.
ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثرتم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين (86) قوله تعالى: (ولا تقعدوا بكل صراط) أي: بكل طريق (توعدون) من آمن بشعيب بالشر، وتخوفونهم بالعذاب والقتل. فإن قيل: كيف أفرد الفعل، وأخلاه من المفعول، فهلا قال: توعدون بكذا؟ فالجواب: أن العرب إذا أخلت هذا الفعل من المفعول، لم يدل إلا على شر، يقولون: أوعدت فلانا. وكذلك إذا أفردوا: وعدت من مفعول، لم يدل إلا على الخير.
قال الفراء: يقولون: وعدته خيرا، ووعدته شرا، فإذا أسقطوا الخير والشر، قالوا: وعدته: في الخير، ووعدته: في الشر، فإذا جاؤوا بالباء، قالوا: وعدته بالشر، وقال الراجز:
أوعدني بالسجن والأداهم قال المصنف: وقرأت على شيخنا أبي منصور اللغوي، قال: إذا أرادوا أن يذكروا ما تهددوا به مع أوعدت، جاؤوا بالباء، فقالوا: أوعدته بالضرب، ولا يقولون: أوعدته الضرب. قال السدي: كانوا عشارين. وقال أبو زيد: كانوا يقطعون الطريق.
قوله تعالى: (وتصدون عن سبيل الله) أي: تصرفون عن دين الله من آمن به. (وتبغونها عوجا) مفسر في (آل عمران).
قوله تعالى: (واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم) قال الزجاج: جائز أن يكون المعنى:
جعلكم أغنياء بعد أن كنتم فقراء، وجائز أن يكون: كثر عددكم بعد أن كنتم قليلا، وجائز أن يكونوا غير ذوي مقدرة وأقدار، فكثرهم.
وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين (87) قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أو لو كنا كارهين (88)