الفعل مسند إلى مؤنث في اللفظ، ومن قرأ بالياء. فلأنه ليس بتأنيث حقيقي، فجاز تذكيره، كقوله [تعالى]: (فمن جاءه موعظة من ربه). وقرأ الجحدري: " أن يقبل " بياء مفتوحة، " نفقاتهم " بكسر التاء. وقرأ الأعمش: " نفقتهم " بغير ألف، مرفوعة التاء. وقرأ أبو مجلز، وأبو رجاء: " أن يقبل " بالياء " نفقتهم " بنصب التاء على التوحيد.
قوله تعالى: (ألا أنهم كفروا بالله) قال ابن الأنباري: " أن " هاهنا مفتوحة، لأنها بتأويل المصدر مرتفعة ب " منعهم " والتقدير: وما منعهم قبول النفقة منهم إلا كفرهم بالله.
قوله تعالى: (إلا وهم كسالى) قد شرحناه في سورة (النساء).
قوله تعالى: (ولا ينفقون إلا وهم كارهون) لأنهم يعدون الإنفاق مغرما.
فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون (55) قوله تعالى: (فلا تعجبك أموالهم) أي: لا تستحسن ما أنعمنا به عليهم من الأموال والأولاد.
وفي معنى الآية أربعة أقوال:
أحدها: فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا، إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والسدي، وابن قتيبة. فعلى هذا، في الآية تقديم وتأخير، ويكون تعذيبهم في الآخرة بما صنعوا في كسب الأموال وإنفاقها.
والثاني: أنها على نظمها، والمعنى: ليعذبهم بها في الدنيا بالمصائب في الأموال والأولاد، فهي لهم عذاب، وللمؤمنين أجر، قاله ابن زيد.
والثالث: أن المعنى: ليعذبهم بأخذ الزكاة من أموالهم والنفقة في سبيل الله، قاله الحسن.
فعلى هذا، ترجع الكناية إلى الأموال وحدها.
والرابع: ليعذبهم بسبي أولادهم وغنيمة أموالهم، ذكره الماوردي. فعلى هذا تكون في المشركين.
قوله تعالى: (وتزهق أنفسهم) أي: تخرج، يقال: زهق السهم: إذا جاوز الهدف.
ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم لكنهم قوم يفرقون (56) لو يجدون ملجأ