أحدهما: أنها القرآن، قاله ابن عباس. وقال قتادة: كلماته: آياته.
والثاني: أنها عيسى بن مريم، قاله مجاهد، والسدي.
ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون (159) قوله تعالى: (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق) فيه قولان:
أحدهما: يدعون إلى الحق.
والثاني: يعملون به.
قوله تعالى: (وبه يعدلون) قال الزجاج: وبالحق يحكمون. وفي المشار إليهم بهذا ثلاثة أقوال:
أحدها: أنهم قوم وراء الصين لم تبلغهم دعوة الإسلام، قاله ابن عباس، والسدي.
والثاني: أنهم من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم مثل ابن سلام وأصحابه، قاله ابن السائب.
والثالث: أنهم الذين تمسكوا بالحق في زمن أنبيائهم، ذكره الماوردي.
وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (160) وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيأتكم سنزيد المحسنين (161) فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون (162) قوله تعالى: (وقطعناهم) يعني قوم موسى، يقول: فرقناهم (اثنتي عشرة أسباطا) يعني أولاد يعقوب، وكانوا اثنى عشر ولدا. فولد كل واحد منهم سبطا. قال الفراء: وإنما قال " اثنتي عشرة " والسبط ذكر، لأن بعده " أمما " فذهب بالتأنيث إلى الأمم، ولو كان " اثني عشر " لتذكير السبط، كان جائزا. وقال الزجاج: المعنى: وقطعناهم اثنتي عشرة فرقة، " أسباطا " نعت " فرقة " كأنه يقول: جعلناهم أسباطا، وفرقناهم أسباطا، فيكون " أسباطا " بدلا من " اثنتي عشرة " و " أمما " من نعت أسباط. والأسباط في ولد إسحاق بمنزلة القبائل ليفصل بين ولد إسماعيل وبين ولد