والثاني: لأنها أقدمها، قاله ابن قتيبة.
والثالث: لأنها قبلة جميع الناس، يؤمونها.
والرابع: لأنها كانت أعظم القرى شأنا، ذكرهما الزجاج.
قوله تعالى: (ومن حولها) قال ابن عباس: يريد الأرض كلها.
قوله تعالى: (والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به) في هاء الكناية قولان:
أحدهما: أنها ترجع إلى القرآن.
والثاني: إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم. والمعنى: من آمن بالآخرة آمن به، ومن لم يؤمن به، فليس إيمانه بالآخرة حقيقة، ولا يعتد به، ألا ترى إلى قوله: (وهم على صلاتهم يحافظون) فدل على أنه أراد المؤمنين الذين يحافظون على الصلوات.
ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شئ ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون (93) قوله تعالى: (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي) اختلفوا فيمن نزلت على ثلاثة أقوال:
أحدها: أن أولها، إلى قوله: (ولم يوح إليه شئ) نزل في مسيلمة الكذاب.
وقوله تعالى: (ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله) نزل في عبد الله بن سعد بن أبي سرح، كان قد تكلم بالإسلام، وكان يكتب لرسول الله [صلى الله عليه وسلم] في بعض الأحايين، فإذا أملي عليه: " عزيز حكيم " كتب: " غفور رحيم " فيقول رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: هذا وذاك سواء. فلما نزلت: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) أملاها عليه، فلما انتهى إلى قوله: (خلقا آخر) عجب عبد الله بن سعد، فقال: (تبارك الله أحسن الخالقين) فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: " كذا أنزلت علي، فاكتبها " فشك حينئذ، وقال: لئن كان محمد صادقا، لقد أوحي إلي كما أوحي إليه، ولئن كان كاذبا، لقد قلت كما قال، رواه أبو صالح عن ابن عباس قال عكرمة: ثم رجع إلى الإسلام قبل فتح مكة.