قوله تعالى: (الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا) قال ابن عباس: هم المستهزئون. والمعنى:
أنهم تلاعبوا بدينهم الذي شرع لهم. وقال أبو روق: دينهم: عيدهم. وقال قتادة: (لهوا ولعبا) أي: أكلا وشربا. وقال غيره: هو ما زينه الشيطان لهم من تحريم البحيرة، والسائبة، والوصيلة، والحام، والمكاء، والتصدية، ونحو ذلك من خصال الجاهلية.
قوله تعالى: (فاليوم ننساهم) قال الزجاج: أي: نتركهم في العذاب كما تركوا العمل للقاء يومهم هذا. و " ما " نسق على " كما " في موضع جر. والمعنى: وكجحدهم. قال ابن الأنباري:
ويجوز أن يكون المعنى: فاليوم نتركهم في النار على علم منا ترك ناس غافل كما استعملوا في الإعراض عن آياتنا وهم ذاكرون ما يستعمله من نسي وغفل.
ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون (52) قوله تعالى: (ولقد جئناهم بكتاب) يعني القرآن. (فصلناه) أي: بيناه بإيضاح الحق من الباطل. وقيل: فصلناه فصولا مرة بتعريف الحلال، ومرة بتعريف الحرام، ومرة بالوعد، ومرة بالوعيد، ومرة بحديث الأمم. وفي قوله [تعالى]: (على علم) قولان:
أحدهما: على علم منا بما فصلناه.
والثاني: على علم منا بما يصلحكم مما أنزلناه فيه. وقرأ ابن السميفع، وابن محيصن، وعاصم، والجحدري، ومعاذ القارئ: " فضلناه " بضاد معجمة.
هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون (53) قوله تعالى: (هل ينظرون إلا تأويله) قال ابن عباس: تصديق ما وعدوا في القرآن. (يوم يأتي تأويله) وهو يوم القيامة (يقول الذين نسوه) أي: تركوه (من قبل) في الدنيا (قد جاءت رسل ربنا بالحق) أي: بالبعث بعد الموت.
قوله تعالى: (أو نرد) قال الزجاج: المعنى: أو هل نرد. وقوله. (فنعمل) منصوب على جواب الفاء للاستفهام.
إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى