قال ابن عباس: نزلت في ربيعة، ومضر، والذين كانوا يدفنون بناتهم أحياء في الجاهلية من العرب.
وقال قتادة: كان أهل الجاهلية يقتل أحدهم بنته مخافة السبي والفاقة، ويغذو كلبه. قال الزجاج:
وقوله: " سفها " منصوب على معنى اللام. تقديره: للسفه، تقول: فعلت ذلك حذر الشر. وقرأ ابن السميفع، والجحدري، ومعاذ القارئ: " سفهاء " برفع السين وفتح الفاء والهمزة وبالمد وبالنصب والهمز.
قوله تعالى: (بغير علم) أي: كانوا يفعلون ذلك للسفه من غير أن أتاهم علم في ذلك، وحرموا ما رزقهم الله من الأنعام والحرث، وزعموا أن الله أمرهم بذلك.
* وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين (141) قوله تعالى: (وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات) فيه أربعة أقوال:
أحدها: أن المعروشات ما انبسط على وجه الأرض، وانتشر مما يعرش، كالكرم، والقرع، والبطيخ، وغير معروشات: ما قام على ساق، كالنخل، والزرع، وسائر الأشجار.
والثاني: أن المعروشات: ما أنبته الناس، وغير معروشات: ما خرج في البراري والجبال من الثمار، رويا عن ابن عباس.
والثالث: أن المعروشات، وغير المعروشات: الكرم، منه ما عرش، ومنه ما لم يعرش، قاله الضحاك.
والرابع: أن المعروشات: الكروم التي قد عرش عنبها، وغير المعروشات: سائر الشجر الذي لا يعرش، قاله أبو عبيدة. والأكل: الثمر. (والزيتون والرمان متشابها) قد سبق تفسيره.
قوله تعالى: (كلوا من ثمره إذا أثمر) هذا أمر إباحة، وقيل: إنما قدم الأكل لينهي عن فعل الجاهلية في زروعهم من تحريم بعضها.
قوله تعالى: (وآتوا حقه يوم حصاده) قرأ ابن عامر، وعاصم وأبو عمرو: بفتح الحاء، وهي