يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (35) والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (36) فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين (37) قوله تعالى: (يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم) قال الأخفش: أضمر: " فأطيعوهم ".
وقد سبق معنى " إما " في سورة (البقرة)، والباقي ظاهر إلى قوله: (ينال نصيبهم من الكتاب) ففي معناه سبعة أقوال:
أحدها: ما قدر لهم من خير وشر، رواه مجاهد عن ابن عباس.
والثاني: نصيبهم من الأعمال، فيجزون عليها، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
والثالث: ما كتب عليهم من الضلالة والهدى، قاله الحسن. وقال مجاهد، وابن جبير: من السعادة والشقاوة.
والرابع: ما كتب لهم من الأرزاق والأعمار والأعمال، قاله الربيع، والقرظي، وابن زيد.
والخامس: ما كتب لهم من العذاب، قاله عكرمة، وأبو صالح، والسدي.
والسادس: ما أخبر الله تعالى في الكتب كلها: أنه من افترى على الله كذبا، اسود وجهه، قاله مقاتل.
والسابع: ما أخبر في الكتاب من جزائهم، نحو قوله: (فأنذرتكم نارا تلظى)، قاله الزجاج. فاذن في الكتاب خمسة أقوال:
أحدها: أنه اللوح المحفوظ.
والثاني: كتب الله كلها.
والثالث: القرآن.
والرابع: كتاب أعمالهم.