أمنا بخير " فكثرت في الكلام، فاختلطت، وتركت الهمزة. وقال ابن الأنباري: معنى " هلم ": أقبل، وأصله: " أم يا رجل "، أي: " اقصد "، فضموا " هل " إلى " أم " وجعلوهما حرفا واحدا، وأزالوا " أم " عن التصرف، وحولوا ضمة همزة " أم " إلى اللام، وأسقطوا الهمزة، فاتصلت الميم باللام. وإذا قال الرجل للرجل، " هلم "، فأراد أن يقول: لا أفعل، قال: " لا أهلم " ولا أهلم ". قال مجاهد: هذه الآية جواب قولهم: إن الله حرم البحيرة، والسائبة. قال مقاتل: الذين يشهدون أن الله حرم هذا الحرث والأنعام، (فإن شهدوا) أن الله حرمه (فلا تشهد معهم) أي: لا تصدق قولهم.
* قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون (151) قوله تعالى: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) " ما " بمعنى " الذي ". وفي " لا " قولان:
أحدهما: أنها زائدة كقوله [تعالى]: " أن لا تسجد ".
والثاني: أنها ليست زائدة، وإنما هي باقية، فعلى هذا القول، في تقدير الكلام ثلاثة أقوال:
أحدها: أن يكون قوله: " أن لا تشركوا "، محمولا على المعنى، فتقديره: أتل عليكم أن لا تشركوا، أي أتل تحريم الشرك.
والثاني: أن يكون المعنى: أوصيكم أن لا تشركوا، لأن قوله [تعالى]: (وبالوالدين إحسانا) محمول على معنى: أوصيكم بالوالدين إحسانا، ذكرهما الزجاج.
والثالث: أن الكلام تم عند قوله: (حرم ربكم). ثم في قوله: " عليكم " قولان:
أحدهما: أنها إغراء، كقوله: (عليكم أنفسكم). فالتقدير: عليكم أن لا تشركوا، ذكره ابن الأنباري.
والثاني: أن يكون بمعنى: فرض عليكم، ووجب عليكم أن لا تشركوا وفي هذا الشرك قولان:
أحدهما: أنه ادعاء شريك مع الله عز وجل.
والثاني: أنه طاعة غيره في معصيته.
قوله تعالى: (ولا تقتلوا أولادكم) يريد دفن البنات أحياء و (من إملاق) أي: من خوف فقر.
قوله تعالى: (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) فيه خمسة أقوال: