حارب الله ورسوله من قبل بناء مسجد الضرار. (وليحلفن إن أردنا) أي: ما أردنا (إلا الحسنى) أي: ما أردنا بابتنائه إلا الحسنى، وفيها ثلاثة أوجه:
أحدها: طاعة الله.
والثاني: الجنة.
والثالث: فعل التي هي أحسن من إقامة الدين والاجتماع للصلاة. وقد ذكرنا اسم الحالف.
لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المتطهرين (108) قوله تعالى: (لا تقم فيه) أي: لا تصل فيه أبدا. (لمسجد أسس على التقوى) أي:
بني على الطاعة، وبناه المتقون (من أول يوم) أي: منذ أول يوم. قال الزجاج: " من " في الزمان، والأصل: منذ ومذ، وهو الأكثر في الاستعمال. وجائز دخول " من " لأنها الأصل في ابتداء الغاية والتبعيض، ومثله قول زهير:
لمن الديار بقنة الحجر * أقوين من حجج ومن شهر أحدها: أنه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة الذي فيه منبره وقبره. روى سهل بن سعد أن رجلين اختلفا في عهد رسول الله في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال أحدهما: هو مسجد الرسول، وقال الآخر: هو مسجد قباء، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال " هو مسجدي هذا " وبه قال ابن عمر، وزيد بن ثابت، وأبو سعيد الخدري، وسعيد بن المسيب.
والثاني: أنه مسجد قباء، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال سعيد بن جبير، وقتادة، وعروة، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، والضحاك، ومقاتل.
والثالث: أنه كل مسجد بني في المدينة، قاله محمد بن كعب.
قوله تعالى: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) سبب نزولها أن رجالا من أهل قباء كانوا يستنجون بالماء، فنزلت هذه الآية، قاله الشعبي. قال ابن عباس: لما نزلت هذه الآية، أتاهم