والكسائي، وخلف، والوليد عن ابن عامر، والمفضل، وأبان، والقزاز عن عبد الوارث، والكسائي عن أبي بكر: يكسرون الراء، ويميلون الهمزة. وفي الكوكب الذي رآه قولان:
أحدهما: أنه الزهرة، قاله ابن عباس، وقتادة.
والثاني: المشتري، قاله مجاهد، والسدي.
قوله تعالى: (قال هذا ربي) فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه على ظاهره. روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: قال هذا ربي، فعبده حتى غاب، وعبد القمر حتى غاب، وعبد الشمس حتى غابت، واحتج أرباب هذا القول بقوله [تعالى]: (لئن لم يهدني ربي) وهذا يدل على نوع تحيير، قالوا: وإنما قال هذا في حال طفولته على ما سبق إلى وهمه، قبل أن يثبت عنده دليل. وهذا القول لا يرتضى، والمتأهلون للنبوة محفوظون من مثل هذا على كل حال. فأما قوله: (لئن لم يهدني ربي) فما زال الأنبياء يسألون الهدى، ويتضرعون في دفع الضلال عنهم، كقولهم: (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام) ولأنه قد آتاه رشده من قبل، وأراه ملكوت السماوات والأرض ليكون موقنا، فكيف لا يعصمه عن مثل هذا التخيير؟!.
والثاني: أنه قال ذلك استدراجا للحجة، ليعيب آلهتهم ويريهم بغضها عند أفولها، ولا بد أن يضمر في نفسه: إما على زعمكم، وفيما تظنون، فيكون كقوله: (أين شركائي)، وإما أن يضمر:
يقولون، فيكون كقوله [تعالى]: (ربنا تقبل منا)، أي: يقولان ذلك، ذكر نحو هذا أبو بكر بن الأنباري، ويكون مراده استدراج الحجة عليهم، كما نقل عن بعض الحكماء أنه نزل بقوم يعبدون صنما، فأظهر تعظيمه، فأكرموه، وصدروا عن رأيه، فدهمهم عدو، فشاورهم ملكهم، فقال: ندعو إلهنا ليكشف ما بنا، فاجتمعوا يدعونه، فلم ينفع، فقال هاهنا إله ندعوه، فيستجيب، فدعوا الله، فصرف عنهم ما يحذرون، وأسلموا.
والثالث: أنه قال مستفهما، تقديره: أهذا ربي؟ أضمرت ألف الاستفهام، كقوله: (أفإن مت، فهم الخالدون)؟ أي: أفهم الخالدون؟ قال الشاعر:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط غلس الظلام من الرباب خيالا أراد: أكذبتك؟ قال ابن الأنباري: وهذا القول شاذ، لأن حرف الاستفهام لا يضمر إذ كان فارقا بين الإخبار والاستخبار، وظاهر قوله: (هذا ربي) أنه إشارة إلى الصانع. وقال الزجاج:
كانوا أصحاب نجوم، فقال: هذا ربي، أي: هذا الذي يدبرني، فاحتج عليهم أن هذا الذي تزعمون