وبوئت في صميم معشرها * فتم في قومها مبوؤها قوله تعالى: (تتخذون من سهولها قصورا) السهل: ضد الحزن. والقصر: ما شيد وعلا من المنازل. قال ابن عباس: اتخذوا القصور في سهول الأرض للصيف، ونقبوا في الجبال للشتاء. قال وهب بن منبه: كان الرجل منهم يبني البنيان، فيمر عليه مائة سنة، فيخرب، ثم يجدده، فيمر عليه مائة سنة، فيخرب ثم يجدده، فيمر عليه مائة سنة، فيخرب، فأضجرهم ذلك، فاخذوا من الجبال بيوتا.
قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون (75) قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون (76) قوله تعالى: (قال الملأ الذين استكبروا) وقرأ ابن عامر (وقال الملأ) بزيادة واو، وكذلك هي في مصاحفهم. ومعنى الآية: تكبروا عن عبادة الله. (للذين استضعفوا) يريد:
المساكين. (لمن آمن منهم) بدل من قوله " للذين استضعفوا " لأنهم المؤمنون (أتعلمون أن صالحا مرسل) هذا استفهام إنكار.
فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين (77) فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين (78) قوله تعالى: (فعقروا الناقة) أي: قتلوها. قال ابن قتيبة: والعقر يكون بمعنى: القتل، ومنه قوله عليه السلام عند ذكر الشهداء: " من عقر جواده " وقال ابن إسحاق: كمن لها قاتلها في أصل شجرة فرماها بسهم، فانتظم به عضلة ساقها، ثم شد عليها بالسيف فكسر عرقوبها، ثم نحرها قال الأزهري: العقر عند العرب: قطع عرقوب البعير، ثم جعل العقر نحرا، لأن ناحر البعير يعقره ثم ينحره.
قوله تعالى: (وعتوا) قال الزجاج: جازوا المقدار في الكفر. قال أبو سليمان: عتوا عن اتباع أمر ربهم.