توحيدا لم يعجز عن هدم ما قبله من كفر، لا يعجز عن هدم ما بعده من ذنب.
وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير (39) قوله تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) أي: شرك. وقال الزجاج: حتى لا يفتن الناس فتنة كفر، ويدل عليه قوله تعالى: (ويكون الدين كله لله).
قوله تعالى: (فإن انتهوا) أي: عن الكفر والقتال، (فإن الله بما يعملون بصير) وقرأ يعقوب إلا روحا " بما تعملون " بالتاء.
وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير (40) قوله تعالى: (وإن تولوا) أي: أعرضوا عن الإيمان وعادوا إلى القتال (فاعلموا أن الله مولاكم) أي: وليكم وناصركم. قال ابن قتيبة: (نعم المولى) أي: نعم الولي (ونعم النصير) أي: الناصر، مثل قدير وقادر، وسميع وسامع.
واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسة وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شئ قدير (41) قوله تعالى: (واعلموا أنما غنمتم من شئ) اختلفوا، هل الغنيمة والفئ بمعنى واحد، أم يختلفان؟ على قولين:
أحدهما: أنهما يختلفان، ثم في ذلك قولان:
أحدهما: أن الغنيمة ما طهر عليه من أموال المشركين، والفئ: ما ظهر عليه من الأرضين، قاله عطاء بن السائب.
والثاني: أن الغنيمة ما أخذ عنوة، والفئ: ما أخذ عن صلح، قاله سفيان الثوري. وقيل: بل الفئ: ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، كالعشور والجزية، وأموال المهادنة والصلح، وما هربوا عنه.
والثاني: أنهما واحد، وهما: كل ما نيل من المشركين، ذكره الماوردي: وقال الزجاج: