الفيل، وزقح القرد، وضبح الثعلب، وعوى الكلب ونبح، وماءت السنور، وصأت الفأرة، ونغق الغراب معجمة الغين، وزقأ الديك وسقع، وصفر النسر، وهدر الحمام وهدل، ونقضت الضفادع ونقت، وعزفت الجن. قال ابن عباس: كان العجل إذا خار سجدوا وإذا سكت رفعوا رؤوسهم.
وفي رواية أبي صالح عنه: أنه خار خورة واحدة ولم يتبعها مثلها، وبهذا قال وهب، ومقاتل: وكان مجاهد يقول: خواره حفيف الريح فيه، وهذا يدل على أنه لم يكن فيه روح. وقرأ أبو رزين العقيلي، وأبو مجلز: " له جوار " بجيم مرفوعة.
قوله تعالى: (ألم يروا أنه لا يكلمهم) أي: لا يستطيع كلامهم. (ولا يهديهم سبيلا) أي:
لا يبين لهم طريقا إلى حجة. (اتخذوه) يعني اتخذوه إلها. (وكانوا ظالمين) قال ابن عباس:
مشركين.
ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين (149) ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين (150) قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين (151) إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين (152) قوله تعالى: (ولما سقط في أيديهم) أي: ندموا. قال الزجاج: يقال للرجل النادم على ما فعل، المتحسر على ما فرط: قد سقط في يده وأسقط في يده. وقرأ ابن السميفع، وأبو عمران الجوني: " سقط " بفتح السين. قال الزجاج: والمعنى: ولما سقط الندم في أيديهم، يشبه ما في القلب وفي النفس بما يرى بالعين. قال المفسرون: هذا الندم منهم إنما كان بعد رجوع موسى.
قوله تعالى: (لئن لم يرحمنا ربنا) قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم:
" يرحمنا ربنا " " ويغفر لنا " بالياء والرفع. وقرأ حمزة، والكسائي " " ترحمنا " " وتغفر لنا " بالتاء، " ربنا " بالنصب.
قوله تعالى: (غضبان أسفا) في الأسف ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه الحزين، قاله ابن عباس، والحسن، والسدي.