المسجد أو من آلاته إما لو كانت قمامة كان اخراجها مستحبا واختار المحقق في المعتبر كراهة اخراج الحصى والأصل في هذا الباب ما رواه الشيخ عن وهب بن وهب عن جعفر عن أبيه عن ابائه (ع) قال إذا اخرج (الحصاة من المسجد فيقراها حكامها أو في مسجد اخر فإنها تسبح والرواية ضعيفة جدا قال النجاشي في شأن راويها انه كان كذابا وقال الشيخ انه كان) قاضيا عاميا فلا تعويل على مثل هذه الرواية نعم إذا كان الحصى قيمة واعتذار بها عرفا اتجه التحريم إذا كان متضمنا للتضيع أو انتفاءها عن المسجد ومتى أخرجت على الوجه الممتنع فتعاد لو خرج والتعرض للبيع جمع بيعة بالكسر وهو معبد النصاري والكنايس جمع كنيسة وهو معبد اليهود لأهل الذمة لاطلاق النهي عن التعرض لما في أيديهم المتناول لذلك ولو كانت في ارض الحرب أو باد أهلها جاز استعمال آلتها في المساجد وكذا يجوز جعلها حينئذ مساجد وينقض منها ما لا بد منه في تحقق المسجدية ويدل عليه مضافا إلى أصل الإباحة وعموم ما دل على جواز التصرف في هذين ما رواه الشيخ عن محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان عن عيص بن القسم قال سألت أبا عبد الله (ع) عن البيع والكنايس هل يصلح نقضها لبناء المساجد قال نعم * (المقصد الخامس) * في الأذان والإقامة الاذان لغة الاعلام ومثله الاذن والايذان ومنه قوله تعالى فاذنوا بحرب من الله ورسوله اي اعلموا وعلى قرائة المد معناه اعلموا من ورائكم بالحرب فيفيد المد التعدية والإقامة مصدر أقام بالمكان والتاء عوض عن الواو المحذوف لان أصله أقوام أو مصدر أقام الشئ بمعنى أرامه ومنه يقيمون الصلاة والاذان شرعا اذكار مخصوصة وضعت للاعلام بأوقات الصلاة والإقامة اذكار مخصوصة عند إقامة الصلاة واتفق الأصحاب على أنهما وهي من الله تعالى وروى الكليني والشيخ في الحسن بإبراهيم عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله (ع) قال لما هبط جبرئيل (ع) بالاذان على رسول الله صلى الله عليه وآله كان رأسه في حجر علي (ع) فاذن جبرئيل (ع) وأقام فلما انتبه رسول الله صلى الله عليه وآله قال يا علي سمعت قال نعم قال حفظت قال نعم قال ادع بلالا فعلمه فدعا علي (ع) بلالا فعلمه وروى الكليني في الحسن بإبراهيم عن زرارة والفضيل عن أبي جعفر (ع) قال لما اسرى برسول الله صلى الله عليه وآله السماء فبلغ البيت المعمور وحضرت الصلاة فاذن جبرئيل وأقام فتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وصف الملائكة والنبيون خلف محمد صلى الله عليه وآله وروى ابن بابويه في الصحيح عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله (ع) أنه قال لما اسرى برسول الله صلى الله عليه وآله حضرت الصلاة فاذن جبرئيل قال الله أكبر الله أكبر قالت الملائكة الله أكبر الله أكبر فلما قال اشهد ان لا إله إلا الله قالت الملائكة خلع الأنداد فلما قال اشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله قالت الملائكة نبي بعث فلما قال حي على الصلاة قالت الملائكة حث على عبادة ربه فلما قال حي على الفلاح قالت الملائكة أفلح من اتبعه وقد اجتمعت العامة على نسبته إلى رؤيا عبد الله ابن زيد في منامه ونقلوا موافقة عمر له في المنام وهو باطل عند الشيعة قال ابن عقيل اجتمعت الشيعة على أن الصادق (ع) لعن قوما زعموا ان النبي (ع) اخذ الاذان من عبد الله ابن زيد فقال نزل الوحي على نبيكم فيزعمون أنه اخذ الاذان من عبد الله ابن زيد قال المحقق وما نقل عن أهل البيت عليهم السلام انسب بحال النبي صلى الله عليه وآله فان الأمور المشروعة منوطه بالمصالح والاطلاع عليها مما (ممن يقصر) يقعه عنه فطن البشر فلا يعلمها مفصلة الا الله فلا يكون للنبي صلى الله عليه وآله فيه الخيرة ولان الأمور المشروعة مع خفتها وقلة اذكارها مستفادة من الوحي إلهي فما ظنك بالمهم منها وهو حسن وفي الأذان والإقامة فضل كثير وترغيب بالغ فروى الشيخ في الصحيح عن الحلبي عن أبي عبد الله (ع) قال إذا أذنت في ارض فلاة وأقمت صلى خلفك صفان من الملائكة وان أقمت ولم تؤذن صلى خلفك صف واحد و في الصحيح عن محمد بن مسلم نحوا من السابق ورى الصدوق مرسلا ان حد الصف ما بين المشرق والمغرب وروى أيضا عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال من صلى باذان وإقامة صلى خلفه صفان من الملائكة لا يرى طرفاهما وروى الشيخ في الصحيح عن محمد بن مروان قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول المؤذن يغفر له مد صوته ويشهد له كل شئ سمعه وفي الصحيح عن معوية بن وهب عن أبي عبد الله (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من اذن في مصر من أمصار المسلمين سنة وجبت له الجنة وعن زكريا صاحب السابري عن أبي عبد الله (ع) قال ثلثة في الجنة على المسك الأذفر مؤذن اذن احتسابا وامام أم قوم وهم به راضون ومملوك يطيع الله ويطيع مواليه وعن سعد الإسكاف قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول من اذن سبع سنين احتسابا جاء يوم القيمة ولاذنب له وعن علي (ع) قال رسول الله صلى الله عليه وآله للمؤذن فيما بين الأذان والإقامة اجر الشهيد المتشحط بدمه في سبيل الله قال قلت يا رسول الله صلى الله عليه وآله انهم يجتلدون على الاذان قال كلا انه يأتي على الناس زمان
(٢٥١)