بعد زوال الشمس فإذا جاوز ذلك دخل في الوقت الأخر مع أنه زعم أن الوقت الأخر للمضطر وعن المرتضى في بعض كتبه يمتد حيت يصير الظل بعد الزيادة مثل ستة أسباعه للمختار والأقرب الأول وقد تقدمت الحجة عليه وما ورد على خلاف ما ذكرنا فمحمول على الاستحباب روى سليمان بن خالد في الموثق عن أبي عبد الله عليه السلام قال العصر على ذراعين فمتى تركها حتى يصير على ستة اقدام فذلك المضيع وروى سليمان بن جعفر قال قال الفقيه اخر وقت العصر ستة اقدام ونصف ولعل المراد ستة اقدام أو ستة اقدام ونصف بعد المثل ومدلول الخبر الثاني على هذا الحمل قريب من اعتبار المثلين ويمكن الجمع بين الخبرين وما دل على اعتبار المثلين بان اخر وقت فضيلة العصر ليس له حد معين الا انه ليس خارج عن هذه التحديدات ويرشد إليه قول أبي الحسن عليه السلام في حسنة بكر بن محمد وقت الظهر إذا زالت الشمس إلى أن يذهب الظل قامة ووقت العصر قامة ونصف إلى قامتين وروى أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام ان تضييع العصر هوان تدعها حتى تصفر الشمس وتغيب قال المحقق (في المعتبر) وهذا الاختلاف دلالة الترخيص وامارة الاستحباب وأول المغرب إذا غربت الشمس المعلوم بغيبوبة الحمرة المشرقية إلى أن يمضى مقدار أدائها ثم يشترك الوقت بينها وبين العشاءان يبقى لانتصاف الليل مقدار العشاء فيختص بها وهيهنا مسائل الأولى ان وقت المغرب غروب الشمس بلا خلاف قال في المعتبر وهو اجماع العلماء وقال في المنتهى هو قول كل من يحفظ منه (عنه) العلم لا نعرف فيه مخالفا (خلافا) والأخبار الدالة عليه متواترة واختلف الأصحاب فيما يتحقق به الغروب فذهب الأكثر منهم الشيخ أبو جعفر الكليني والشيخ في التهذيب والنهاية والفاضلان والشهيدان وأكثر المتأخرين إلى أنه انما يتحقق ويعلم بذهاب الحمرة المشرقية قال في المعتبر وعليه عمل الأصحاب وقال الشيخ في المبسوط علامة غيبوبة الشمس هو انه إذا رأى الآفاق والسماء مصحية ولا حائل بينه وبينها وراءها قد غابت عن العين علم غروبها وفي بعض أصحابنا من قال يراعى زوال الحمرة من ناحية المشرق وهو الأحوط واما على القول الأول إذا غابت الشمس عن النظر ورأى ضوئها على جبل يقابلها أو مكان عال مثل منارة إسكندرية وشبهها فإنه يصلى ولا يلزم حكم طلوعها بحيث لو طلعت وعلى الرواية الأخرى لا يجوز حتى تغيب في كل موضع تراه وهو الأحوط ويظهر منه ان الاعتبار عند غيبوبة القرص واليه ذهب في الاستبصار وهو مختار السيد المرتضى وابن الجنيد وابن بابويه في كتاب علل الشرائع وظاهر اختياره في الفقيه حيث نقل الأحاديث الدالة عليه حسب واختاره بعض المتأخرين وقال ابن أبي عقيل أول وقت المغرب سقوط القرص وعلامة سقوط القرص ان يسود أفق السماء من المشرق وذلك اقبال الليل وتقوية الظلمة في الجو واشتباك النجوم وعند القول الأوسط قرب ويدل عليه الأخبار الكثيرة ففي صحيحة زرارة عن أبي جعفر عليه السلام إذا غابت الشمس دخل الوقتان المغرب والعشاء الآخرة وروى الشيخ والكليني في الصحيح عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله يقول وقت المغرب إذا غربت الشمس فغاب قرصها وروى الشيخ في الصحيح والكليني في الحسن عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال وقت المغرب إذا غاب القرص فان رايته بعد ذلك وقد صليت أعدت الصلاة ومضى صومك وتكف عن الطعام ان كنت أصبت منه شيئا ورواها الصدوق بأسانيد متعددة عن حماد في الصحيح عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال وكذا روى زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام وروى الشيخ عن أحمد بن أبي نصر في الصحيح عن القاسم مولى أبو أيوب (وهو القاسم بن عروة) عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله قال إذا غربت الشمس فقد دخل وقت الصلاتين إلى نصف الليل وروى الكليني عن الحسين بن سعيد في الصحيح عن القسم بن عروة عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا غربت الشمس دخل وقت الصلاتين الا ان هذه قبل هذه وفي صحيحة عبد الله بن سنان وقت المغرب حين تجب الشمس إلى أن تشتبك النجوم وفي صحيحة عبيد بن زرارة السابقة منها صلاتان أول وقتهما من غروب الشمس إلى انتصاف الليل الا ان هذه قبل هذه وروى الشيخ في الصحيح عن علي بن الحكم عمن حدثه عن أحدهما عليهما السلام انه سئل عن وقت المغرب فقال إذا غاب كرسيها قلت وما كرسيها قال قرصها فقلت متى تغيب قرصها قال إذا نظرت إليه فلم تره وما رواه ابن بابويه في كتاب المجالس في الصحيح عن داود بن فرقد قال سمعت أبي سال أبا عبد الله الصادق عليه السلام متى يدخل وقت المغرب فقال إذا غاب كرسيها إلى اخر ما مر في الخبر المذكور وفي الصحيح عن داود بن أبي يزيد قال قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام إذا غابت الشمس فقد دخل وقت المغرب وما رواه الشيخ في الموثق عن صباح بن سبابة وأبي أسامة قالا سألوا الشيخ عن المغرب فقال بعضهم جعلني الله فداك ينتظر حتى تطلع كوكب فقال خطابية (خطأبتيه) ان جبرئيل عليه السلام نزل بها على محمد صلى الله عليه وآله حين سقط القرص وروى ابن بابويه في كتاب مدينة العلم على ما نقل المصنف في المنتهى في الصحيح عن عبد الله بن مسكان قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول وقت المغرب إذا غربت الشمس فغاب قرصها وروى في كتاب علل الشرائع في الموثق عن ليث عن أبي عبد الله قال كان رسول الله لا يؤثر على صلاة المغرب شيئا إذا غربت الشمس حتى يصليها وروى الشيخ عن عمرو بن أبي نصر قال سمعت أبا عبد الله يقول في المغرب إذا توارى القرص كان وقت الصلاة وفي طريق هذه الرواية موسى بن جعفر البغدادي وهو غير موثق لكنه لم يستثن فيما استثنى من رجال نوارد الحكمة ولعل (ذلك) في اشعار بحسن حاله وفي طريقها أيضا الوشا وهو ممدوح وعن إسماعيل بن جابر في الموثق عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن وقت المغرب قال ما بين غروب الشمس إلى سقوط الشفق وعن جارود باسناد معتبر قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام يا جارود ينصحون فلا يقبلون وإذا سمعوا بشئ نادوا بها وحدثوا بشئ أذاعوه قلت لهم مسوا بالمغرب قليلا فتركوها حتى اشتبكت النجوم فانا الان أصليها إذا سقط القرص وروى الشيخ في التهذيب في الصحيح وابن بابويه في كتاب المجالس في الصحيح عن حريز عن أبي أسامة وغيره قال صعدت مرة جبل أبي قبيس والناس يصلون المغرب فرأيت الشمس لم تغب انما يوارث (توارت) خلف الجبل عن الناس فلقيت أبا عبد الله عليه السلام فأخبرته بذلك فقال لي ولم فعلت ذلك بئسما صنعت انما تصليها إذا لم ترها خلف جبل غارت أو غابت ما لم يتجللها سحاب أو ظلمة تظلمها فإنما عليك مشرقك ومغربك وليس على الناس ان يبحثوا ورواه ابن بابويه فيمن لا يحضره الفقيه عن أبي أسامة بطريق ضعيف لكن ايراده في ذلك الكتاب قرينة الاعتماد مع أن الظاهر أن ترديد الثقة بين أبي أسامة الثقة وغيره مشعر بان الراوي مما يوثق بقوله وبالجملة هذا خبر معتبر وان لم يبلغ حد الصحة وروى ابن بابويه في الفقيه باسناده عن سماعة بن مهران قال قلت لأبي عبد الله في المغرب انما ربما صلينا ونحن نخاف أن تكون الشمس خلف الجبل أو قد سترنا منها الجبل قال فقال ليس عليك صعود الجبل وليس في طريق هذه الرواية من يتوقف في شانه الا سماعة وعثمان بن عيسى وهما واقفيان الا ان الشيخ في العدة ذكر ان الأصحاب يعملون بروايات جماعة عدهما من جملتهم وسماعة وثقة النجاشي والمصنف و عثمان بن عيسى وان لم يوثقه الأصحاب في كتب الرجال الا ان الكشي نقل قولا بأنه مما أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه وهذا مشعر بالاعتماد على نقله وبالجملة هذه الرواية من الأخبار المعتبرة ورواها الشيخ عن سماعة باسناد فيه أحمد بن هلال وكذا ابن بابويه في كتاب المجالس وروى الشيخ في الصحيح عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم عن شهاب عبد ربه قال قال أبو عبد الله يا شهاب اني أحب إذا صليت المغرب ان ارى في السماء كوكبا وعن يعقوب في الموثق عن أبي عبد الله قال مسوا بالمغرب قليلا فان الشمس تغيب من عندكم قبل ان تغيب من عندنا وعن داود بن فرقد عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا غابت الشمس فقد
(١٩١)